قال الحافظ ابن حجر ﵀ في «فتح الباري» (١٣/ ٤٠٥): «قال ابن بطال: في هذه الآية إثبات يدين لله، هما صفتان من صفات ذاته وليستا بجارحتين، خلافا للمشبّهة من المثبتة، وللجهمية من المعطّلة، ويكفي في الرد على من زعم أنهما بمعنى القدرة؛ أنهم أجمعوا على أن له قدرة واحدة في قول المثبتة، ولا قدرة له في قول النفاة، لأنهم يقولون إنه قادر لذاته، ويدل على أن اليدين ليستا بمعنى القدرة أن في قوله تعالى لإبليس: ﴿ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ إشارة إلى المعنى الذي أوجب السجود فلو كانت اليد بمعنى القدرة لم يكن بين آدم وإبليس فرق لتشاركهما فيما خلق كل منهما به وهي قدرته، ولقال إبليس: وأي فضيلة له عليّ وأنا خلقتني بقدرتك كما خلقته بقدرتك، فلما قال: ﴿خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ دلّ على اختصاص آدم بأن الله خلقه بيديه، قال: ولا جائز أن يراد باليدين النعمتان، لاستحالة خلق المخلوق بمخلوق، لأن النعم مخلوقة، ولا يلزم من كونهم صفتي ذات أن يكونا جارحتين». وانظر لمزيد من التفصيل: «شرح العقيدة الواسطية» للعلامة محمد بن صالح العثيمين (١/ ٢٩١ - وما بعدها) و «القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى» له أيضا. وغيرها من كتب العقيدة السلفية.