قلت: أخرجه النسائي من طريق: عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو إسحاق، حدثنا أبو مسلم الأغر، سمعت أبا هريرة وأبا سعيد يقولان: … فذكره. وهذا الإسناد فيه؛ عمر بن حفص بن غياث «ثقة ربما وهم» كما في «التقريب» (٤٩١٤)، وأبوه حفص؛ «ثقة فقيه تغير حفظه قليلا في آخره» كما في «التقريب» أيضا (١٤٣٩). فالنكارة التي في الحديث أظنها منهما آتية. فمثل هذا الإسناد لا يعوّل عليه، لا سيما إذا خالفه رواية الثقات. فالحديث أخرجه مسلم (٧٥٨) وأبو عوانة في «مسنده» (٢٨/ ٢١٩٤/٢ - ٢١٩٥) والطيالسي (٢٢٣٢، ٢٣٨٥) والنسائي نفسه في المصدر السابق (١٢٤/ ١٠٣١٥/٦) وغيرهم. من طرق؛ عن شعبة، ومنصور، والأعمش، عن أبي إسحاق، عن الأغر به. ولفظه عند هؤلاء: «إن الله ﷿ يمهل، حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول؛ نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؛ هل من تائب، هل من سائل، هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر». فتبيّن أن رواية النسائي الأول مخالفة لرواية الثقات الأثبات؛ بل هي منكرة. والله تعالى أعلم. (٢) ما كان يحسن بالقرطبي ﵀، وغفر له - استعمال مثل هذا اللفظ، خاصة أن الذين قالوا هذا الكلام هم: أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن منده وابن خزيمة وابن بطة واللالكائي، وغيرهم من الأئمة قبلهم وبعدهم. والله المستعان.