للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة، فنعم أجر العاملين. ثم ينادي مناد: ليقم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس، وهم قليل، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك، فيقولون: نحن أهل الصبر. قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبرناها عن معاصي الله. قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين. قال: ثم ينادي مناد: ليقم جيران الله، فيقوم ناس من ناس، وهم قليل، فيقال لهم: انطلقوا، فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك. قالوا: وبم جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا نتزاور في الله، ونتجالس في الله، ونتباذل في الله ﷿، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين (١).

وذكر من حديث أنس قال: قال رسول الله : «إذا جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ينادي مناد من تحت بطنان العرش: أين أهل المعرفة بالله، أين المحسنون؟ قال: فيقوم عنق من الناس حتى يقفوا بين يدي الله تعالى، فيقول - وهو أعلم بذلك -: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل المعرفة بك، الذي عرفتنا إياك وجعلتنا أهلا لذلك. فيقول: صدقتم، ثم يقول: ما عليكم من سبيل ادخلوا الجنة برحمتي. ثم تبسّم رسول الله فقال: لقد نجاهم الله من أهوال يوم القيامة» (٢). قال أبو نعيم: هذا طريق مرضي، لولا الحارث بن منصور الوراق وكثرة وهمه.

(ابن المبارك) عن ابن عباس قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم؛ ليقم الحامدون لله تعالى على كل حال، فيقومون: فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي ثانية: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانت ﴿تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [السجدة: ١٦] قال:

فيقومون فيسرحون إلى الجنة، قال: ثم ينادي ثالثة: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الذين كانوا: ﴿لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ﴾ [النور: ٣٧]- الآية - فيسرحون إلى الجنة (٣).

وروي أنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين عبادي الذين أطاعوني وحفظوا عهدي بالغيب؟ فيقومون كأن وجوههم البدر أو الكوكب الدري ركبانا على نجائب من نور أزمتها من الياقوت الأحمر تطير بهم على رؤوس الخلائق حتى يقوموا بين يدي العرش فيقول الله لهم: السلام على عبادي الذين أطاعوني وحفظوا عهدي بالغيب أنا اصطفيتكم وأنا أحببتكم وأنا اخترتكم اذهبوا فادخلوا الجنة بغير حساب


(١) أخرجه أبو نعيم (٣/ ٣٣٩) بإسناد ضعيف. وأخرجه الدينوري في «المجالسة» (٢٠٢/ ٨٤٤/٣).
(٢) أخرجه أبو نعيم (٣/ ١٤٠ - ١٤١) بإسناد ضعيف.
(٣) أخرجه ابن المبارك في «زوائد الزهد» (٣٥٣) وقد تقدّم بعضه.

<<  <  ج: ص:  >  >>