قال: وأخبرنا إبراهيم بن هارون الغنوي قال: سمعت حطّان بن عبد الله الرقاشي يقول: سمعت عليا يقول: هل تدرون كيف أبواب جهنم؟ قال: هي مثل أبوابنا هذه، قال: لا بل هي هكذا؛ بعضها فوق بعض (١).
وقال العلماء: أعلى الدركات؛ جهنم، وهي مختصة بالعصاة من أمة محمد ﷺ، وهي التي تخلو من أهلها فتصفق الرياح أبوابها، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية، وقد يقال للدركات: درجات لقوله تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُوا﴾ [الأنعام: ١٣٢].
ووقع في كتب «الزهد والرقائق» أسماء هذه الطبقات وأسماء أهلها من أهل الأديان، على ترتيب لم يرد في أثر صحيح.
قال الضحاك: في الدرك الأعلى المحمديون، وفي الثاني النصارى، وفي الثالث اليهود، وفي الرابع الصابئون، وفي الخامس المجوس، وفي السادس مشركو العرب، وفي السابع المنافقون.
وقال معاذ بن جبل - وذكر العلماء السوء من العلماء -: من إذا وعظ عنف، وإذا وعظ أنف، فذلك في الدرك الأول من النار، ومن العلماء من يأخذ علمه بأخذ السلطان، فذلك في الدرك الثاني من النار، ومن العلماء من يخزن علمه، فذلك في الدرك الثالث من النار، ومن العلماء من يتخير العلم والكلام لوجوه الناس ولا يرى سفلة الناس له موضعا، فذلك في الدرك الرابع من النار، ومن العلماء من يتعلم كلام اليهود والنصارى وأحاديثهم ليكثر حديثهم، فذلك في الدرك الخامس من النار، ومن العلماء من ينصب نفسه للفتيا، يقول للناس سلوني، فذلك الذي يكتب عند الله متكلّف، والله لا يحبّ المتكلفين، فذلك في الدرك السادس من النار، ومن العلماء من يتخذ علمه مروءة وعقلا؛ فذلك في الدرك السابع من النار. ذكره غير واحد من العلماء.
قلت: ومثله لا يكون رأيا وإنما يدرك توقيفا، ثم من هذه الأسماء ما هو اسم علم للنار كلها بجملتها، نحو جهنم وسقر ولظى، وسموم، فهذه أعلام ليست لباب دون باب، فاعلم ذلك. وفي التنزيل: ﴿وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ﴾ [الطور: ٢٧] يريد النار بجملتها كما ذكرنا، أجارنا الله منها بمنّه وكرمه آمين.