للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«نعم وعامة عشيرتك» (١). ذكره أبو عمر في «التمهيد» بإسناده، وهو إسناد صحيح.

وذكر مسلم من حديث ابن عباس، في صلاة الكسوف، قالوا: يا رسول الله؛ رأيناك تناولت في مقامك شيئا، ثم رأيناك تكعكعت؟ فقال: «إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا، ولو أخذته لأكلتم منها ما بقيت الدنيا» (٢).

تكعكعت؛ معناه: تأخّرت، يقال منه: كع يكع كعوعا تأخر، والكع:

الضعيف العاجز، قال الشاعر:

ولكنني أمضي على ذاك مقدما … إذا بعض من لاقى الخطوب تكعكعا

وذكر ابن المبارك: حدّثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة قال: نخل الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها، وثمرها كأمثال القلال، كلما نزعت ثمرة عادت مكانها أخرى، وإن ماءها ليجرى في غير أخدود، والعنقود اثنا عشر ذراعا، ثم أتى على الشيخ فقلت: من حدثك بهذا؟ قال: مسروق (٣).

وذكر ابن وهب من حديث شهر بن حوشب، عن أبي أمامة الباهلي قال:

طوبى شجرة في الجنة! ليس منها دار إلا فيها غصن منها، ولا طير حسن إلا وهو فيها، ولا ثمرة إلا وهي فيها.

وذكر الخطيب أبو بكر أحمد؛ عن إبراهيم بن نوح قال: سمعت مالك بن أنس يقول: ليس في الدنيا من ثمارها شيء يشبه ثمار الجنة إلا الموز لأن الله تعالى يقول: ﴿أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها﴾ [الرعد: ٣٥] وإننا نجد الموز في الشتاء والصيف.

وذكر الثعلبي بإسناده من حديث الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدّثني الثقة، عن أبي ذر، قال: أهدي للنبي طبق من تين، فأكل منه وقال لأصحابه:

«كلوا، فلو قلت إن فاكهة نزلت من السماء قلت: هذه، لأن فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس» (٤). ذكره القشيري أبو نصر، وهذا أتم.


(١) أخرجه أحمد (٤/ ١٨٣، ١٨٤) والطبراني في «الكبير» (١٧ /رقم: ٣١٢، ٣١٣) وابن حبان (٤٢٩/ ١٦ - ٤٣٠/ ٧٤١٤) والطبري في «تفسيره» (١٣/ ١٤٩) والبيهقي في «البعث والنثور» (٢٧٤).
من طرق: عن عامر بن زيد البكالي به.
وإسناده حسن إن شاء الله تعالى؛ إن سلم من تدليس يحيى بن أبي كثير، والله أعلم.
(٢) أخرجه مسلم (٩٠٧) وأخرجه البخاري أيضا (١٠٥٢).
(٣) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» رقم (١٤٩٠) وهناد في «الزهد» (٩٥، ١٠٤) وابن أبي شيبة في «مصنفه» (١٣/ ٩٧) وابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» (٨٥).
(٤) أورده العلامة الألباني في «السلسلة الضعيفة» (٣٠٦/ ١٦٥/١) وقال: «ضعيف».
وذكره ابن القيم في «زاد المعاد» (٤/ ٢٩٢، ٢٩٣) - الرسالة - عن أبي الدرداء! - وقال: «في ثبوت هذا نظر».

<<  <  ج: ص:  >  >>