للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهلهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا» (١).

(الترمذي) عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة، فقال أبو هريرة: أسأل الله أنه يجمع بيني وبينك في سوق الجنة. فقال سعيد: أفيها سوق؟ قال: نعم؛ وذكر الحديث، وفيه: «فتأتي سوقا حفّت به الملائكة، فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب، فيحمل لنا ما اشتهينا، ليس يباع فيها ولا يشترى، وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا، فيقبل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دنيّ فيروعه ما عليه من اللباس فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه ما هو أحسن منه، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها» (٢). وذكر الحديث في طريقه أبو العشرين وهو ضعيف.

وخرّجه ابن ماجه مكملا، وفيه بعد قوله: قال نعم؛ أخبرني رسول الله قال: «إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة نزلوا فيها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا، فيزورون الله ويبرز لهم عرشه، ويبدو لهم في روضة من رياض الجنة، فتوضع لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من ياقوت، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم - وما فيهم دنيّ - على كثبان المسك والكافور، لا يرون بأن أصحاب الكراسيّ بأفضل منهم مجلسا». قال أبو هريرة: قلت:

يا رسول الله؛ هل نرى ربنا؟! قال: نعم؛ هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟ قلنا: لا. قال: «كذلك لا تمارون في رؤية ربّكم ﷿، ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة حتى إنه يقول للرجل منكم ألا تذكر يا فلان يوم علمت كذا وكذا، يذكّره بعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب ألم تغفر لي؟ فيقول:

بلى؛ فبسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه، فبينما هم كذلك إذ غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا، لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط، ثم يقول: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة، فخذوا ما اشتهيتم. قال: فيأتون سوقا» الحديث بلفظه ومعناه إلى أن قال: «وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها، قال: ثم ننصرف إلى منازلنا فتلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه، فيقولون: إنا جالسنا اليوم ربّنا الجبار وبحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا» (٣).

وخرّج الترمذي أيضا عن علي قال: قال رسول الله : «إن في


(١) أخرجه مسلم (٢٨٣٣).
(٢) أخرجه الترمذي (٢٥٤٩)، وضعّفه الألباني.
(٣) أخرجه ابن ماجه (٤٣٣٦)، وضعّفه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>