للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمرا وجهه يقول: «لا إله إلا الله؛ ويل للعرب من شرّ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه» وحلّق بإصبعين؛ الإبهام والتي تليها، قالت: فقلت: يا رسول الله؛ أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم؛ إذا كثر الخبث» (١).

وعن أسامة : أن النبي أشرف على أطم من آطام المدينة، ثم قال: «هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر» (٢) أخرجهما البخاري.

(البيهقي) عن كرز بن علقمة الخزاعي قال: سأل رجل النبيّ : هل للإسلام من منتهى؟ فقال رسول الله : «أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام». فقال: ثم ماذا؟ قال: «ثم تقع الفتن كالظّلل». فقال الرجل: كلا والله؛ إن شاء الله. قال: «بلى؛ والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساود صبّا يضرب بعضكم رقاب بعض» (٣).

قال الزهري: أساود صبا: الحية السوداء إذا أراد أن ينهش ارتفع هكذا ثم انصب. خرّجه أبو داود الطيالسي أيضا.

قال ابن دحية أبو الخطاب الحافظ: هذا الحديث لا مطعن في صحّة إسناده.

رواه سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن كرز. قرأته بجامع قرطبة وبمسجد الغدير وبمسجد أبي علاقة على المحدّث المؤرّخ أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال الأنصاري، قال: سمعت جميع هذا الكتاب وهو «جامع الخير» للإمام سفيان بن عيينة عن الشيخين الجليلين الثقة المفتي أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، والوزير الكاتب الثقة أبي الوليد أحمد بن فراس بمكة حرسها الله تعالى بالمسجد الحرام، بحق سماعه على الثقة أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن طريف قالا: قرأناه على العدل أبي القاسم حاتم بن محمد التميمي بحق سماعه على الثقة الفاضل أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم الديلي، بحق سماعه على الثقة الصالح أبي عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، بحق سماعه من الإمام الفقيه أبي محمد سفيان بن عيينة.

قال المؤلف : وقد حدثني بهذا السند المذكور الفقيه القاضي أبو عامر يحيى بن عبد الرحمن إجازة، عن أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال.


(١) أخرجه البخاري (٣٣٤٦) ومسلم (٢٨٨٠).
(٢) أخرجه البخاري (٢٤٦٧) ومسلم (٢٨٨٥).
(٣) أخرجه الحميدي في «مسنده» (٥٧٤) وأحمد (٣/ ٤٧٧) والطيالسي (٢١٩٠) وغيرهم، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>