للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعين، حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرق أهلها ثلاث فرق؛ فرقة تأخذ أذناب البقر والبرية وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفروا، وفرقة يجعلون ذريتهم خلف ظهورهم ويقاتلون وهم الشهداء» (١).

قال أبو داود: وحدثنا محمد بن مثنى، قال: حدثني إبراهيم بن صالح بن درهم، قال: سمعت أبي يقول: انطلقنا حاجين، فإذا رجل؛ فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها الأبلة؟ قلنا: نعم. قال: من يضمن لي منكم أن يصلي في مسجد العشار ركعتين أو أربعا، ويقول هذه لأبي هريرة؟ سمعت خليلي يقول: «إن الله يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم» (٢).

ذكر الخطيب أبو بكر بن أحمد بن ثابت في «تاريخ بغداد»: أنبأنا أبو القاسم الأزهري، حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن المنادي، قال: ذكر في إسناد شديد الضعف، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أبي قيس، عن علي أنه قال: سمعت رسول الله يقول: «تبنى مدينة بين الفرات ودجلة يكون فيها شر ملك بني العباس، وهي الزوراء، يكون فيها حرب مقطّعة تسبى فيها النساء، ويذبح فيها الرجال كما تذبح الغنم». قال أبو قيس: فقيل لعلي : يا أمير المؤمنين؛ وقد سمّاها رسول الله الزوراء، فقال: لأن الحرب تزورّ في جوانبها حتى تطبقها (٣).

وقال أرطاة بن المنذر: قال رجل لابن عباس - وعنده حذيفة بن اليمان -:

أخبرني عن تفسير قوله تعالى: ﴿حم * عسق﴾ [الشورى: ١، ٢] فأعرض عنه، حتى حتى أعاد ثلاثا، فقال حذيفة: أنا أنبئك بها، قد عرفت لم تركها، نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد الإله، أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق يبنى عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا، فإذا أراد الله زوال ملكهم وانقطاع دولتهم بعث الله على إحداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة، فتحترق كلها كأنها لم تكن في مكانها، فتصبح صاحبتها متعجّبة كيف قلبت! فما هو إلا بياض يومها حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد ثم يخسف الله بها وبهم جميعا فذلك (حم عسق) أي: عزيمة من عزمات الله وفتنة وقضاء (حم) أي حم ما هو كائن (ع) عدلا منه (س) سيكون (ق) واقع في هاتين المدينتين (٤).

ونظير هذا التفسير؛ ما روى جرير بن عبد البجلي، قال: سمعت رسول الله


(١) أخرجه أبو داود (٤٣٠٦)، وحسّنه الألباني.
(٢) أخرجه أبو داود (٤٣٠٨)، وضعّفه الألباني.
(٣) أخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (١/ ٢٨) بإسناد ضعيف جدا.
(٤) خبر منكر؛ لا يصح، انظر «تنزيه الشريعة» (٢/ ٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>