للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شراركم» (١) قال: هذا حديث غريب، خرجه ابن ماجه أيضا.

وذكر عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أشعث بن عبد الله، عن شهر ابن حوشب، عن أبي هريرة، قال: جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه، قال: فقعد الذئب على تل، فأقعى واستقرّ وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله. أخذته، ثم انتزعته مني؟! فقال الرجل: بالله إن رأيت كاليوم، ذئب يتكلم! فقال الذئب: أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وما هو كائن بعدكم. قال: فكان الرجل يهوديّا فجاء إلى النبي ، فأخبره وأسلم فصدّقه النبي ، ثم قال النبي : «إنها أمارات بين يدي الساعة قد يوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى يحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعده» (٢).

ويروى هذا عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، وفيه: قال رسول الله : «صدق الراعي إلا إن من أشراط الساعة كلام السباع للإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله، وتخبره فخذه بحديث أهله بعده».

(الترمذي) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، وحتى يكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله وتخبره فخذه بما أحدث أهله بعده» (٣). قال: هذا حديث حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل، والقاسم بن الفضل ثقة مأمون.

قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية: حكم أبو عيسى بصحته، ونظرنا سنده دون أن نقلده فوجدنا له علة، قال أبو عيسى: حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أبي، عن القاسم بن الفضل، قال: حدّثنا أبو نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. قال ابن دحية: سفيان بن وكيع لم يخرّج له البخاري ومسلم حرفا واحدا في صحيحيهما، وذلك بسبب ورّاق كان له يدخل عليه الحديث الموضوع، يقال له: قرطمة. قال البخاري: يتكلمون في سفيان لأشياء لقّنوه إياها.

وقال أبو محمد بن عدي: كان سفيان إذا لقّن يتلقّن، فهذه علة الحديث التي جهلها أبو عيسى الترمذي.

(مسلم) عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «لا تقوم الساعة حتى يكثر المال


(١) أخرجه الترمذي (٢١٧٠) وابن ماجه (٤٠٤٣)، وضعّفه الألباني.
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ٣٠٦) بإسناد صحيح.
(٣) أخرجه الترمذي (٢١٨١)، وصححه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>