للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزال يمر بالأمم السالفة والقرون الخالية كأمثال الجراد المنتشر، حتى ينتهي إلى سماء الدنيا، فيقرع الأمين الباب فيقال للأمين: من أنت؟ فيقول: أنا صلصائيل، وهذا فلان معي بأحسن أسمائه وأحبها إليه، فيقول: نعم الرجل كان فلان، وكانت عقيدته غير شاك. ثم ينتهي به إلى السماء الثانية، فيقرع الباب. فيقال له: من أنت؟ فيقول مقالته الأولى فيقولون: أهلا وسهلا بفلان، كان محافظا على صلاته بجميع فرائضها، ثم يمر حتى ينتهي إلى السماء الثالثة، فيقرع الباب، فيقال له: من أنت؟ فيقول الأمين مقالته الأولى والثانية، فيقال: مرحبا بفلان، كان يراعي الله في حق ماله، ولا يتمسك منه بشيء ثم يمر حتى ينتهي إلى السماء الرابعة، فيقرع الباب، فيقال: من أنت؟ فيقول كدأبه في مقالته، فيقال: أهلا بفلان، كان يصوم فيحسن الصوم، ويحفظه من أدران الرفث وحرام الطعام، ثم ينتهي إلى السماء الخامسة فيقرع الباب، فيقال: من أنت؟ فيقول كعادته. فيقال: أهلا وسهلا بفلان، أدى حجّة الله الواجبة من غير سمعة ولا رياء، ثم ينتهي إلى السماء السادسة فيقرع الباب، فيقال: من أنت؟ فيقول الأمين كدأبه في مقالته. فيقال: مرحبا بالرجل الصالح، والنفس الطيبة، كان كثير البر بوالديه، فيفتح له الباب. ثم يمر حتى ينتهي إلى السماء السابعة فيقرع الباب، فيقال: من أنت؟ فيقول الأمين مقالته.

فيقال: مرحبا بفلان، كان كثير الاستغفار بالأسحار، ويتصدق في السر ويكفل الأيتام، ثم يفتح له، فيمر حتى ينتهي إلى سرادقات الجلال، فيقرع الباب فيقال له: من أنت؟ فيقول الأمين مثل قوله، فيقول: أهلا وسهلا بالعبد الصالح والنفس الطيبة، كان كثير الاستغفار، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويكرم المساكين. ويمر بملإ من الملائكة كلهم يبشرونه بالخير ويصافحونه، حتى ينتهي إلى سدرة المنتهى فيقرع الباب، فيقال: من أنت؟ فيقول الأمين كدأبه في مقالته، فيقال: أهلا وسهلا بفلان، كان عمله عملا صالحا خالصا لوجه الله ﷿، ثم يفتح له فيمر في بحر من نار، ثم يمر في بحر من نور، ثم يمر في بحر من ظلمة، ثم يمر في بحر من ماء، ثم يمر به في بحر من ثلج ثم يمر به في بحر من برد، طول كل بحر منها ألف عام، ثم يخترق الحجب المضروبة على عرش الرحمن، وهي ثمانون ألفا من السرادقات، لها شراريف لكل سرادق ثمانون ألف شرافة، على كل شرافة ثمانون ألف قمر، يهللون لله ويسبحونه ويقدسونه، لو برز منها قمر واحد إلى السماء الدنيا، لعبد من دون الله ولأحرقها نورا، فحينئذ ينادي من الحضرة القدسية من وراء أولئك السرادقات: من هذه النفس التي جئتم بها؟ فيقال: فلان ابن فلان، فيقول الجليل : قربوه فنعم العبد كنت يا

<<  <  ج: ص:  >  >>