للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الحسن: ومن الناس من قرءوه بكسر الميم وتثقيل السين، فيعرف بذلك وهو وجه. وأما أنا فلا أقرؤه إلا كما أخبرتك.

قال ابن دحية: وحكى الأزهري أنه يقال: مسّيح بالتشديد على وزن فعيل، قال: فرقا بينه وبين عيسى ، ثم أسند عن شيخه أبي القاسم بن بشكوال، عن أبي عمران موسى بن عبد الرحمن، قال: سمعت الحافظ أبا عمر بن عبد البر يقول: ومنهم من قال ذلك بالخاء - يعني المعجمة - وذلك كله عند أهل العلم خطأ، لا فرق بينهما، وكذلك ثبت عن رسول الله أنه نطق به ونقله الصحابة المبلغون عنه.

وأنشد في ذلك أهل اللغة، قول عبد الله بن قيس الرقيات:

وقالوا دع رقيّة واجتنبها … فقلت لهم إذا خرج المسيح

يريد: إذا خرج الدجال، هكذا فسّروه ولذلك ذكرناه.

وقال الراجز:

إذا المسيح قتل المسيحا

يعني: عيسى ابن مريم يقتل الدجال بنيزك، قرأته في المجلد الأول من شرح ألفاظ الغريب من الصحيح لمحمد بن إسماعيل، تأليف الفقيه القاضي الإمام المفتي أبي الأصبغ بن سهل.

القول السابع عشر: قيل: سمي الدجال مسيحا؛ لأن المسيح: الذي لا عين له ولا حاجب. قال ابن فارس: والمسيح أحد شقي وجهه ممسوح لا عين له ولا حاجب، ولذلك سمي الدجال مسيحا، ثم أسند عن حذيفة مستدلا عن رسول الله : «وأن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة» خرجه مسلم.

القول الثامن عشر: المسيح: الكذاب، وهذا يختص به الدجال لأنه يكذب فيقول: «أنا الله» فهذا كذب، ولذلك خصه الله بالسوء والعار.

القول التاسع عشر: المسيح: المارد الخبيث، وهو التمسيح أيضا، عن ابن فارس، ويقال: هو الكذاب، وكذلك التمساح بألف.

القول العشرون: قيل: الدجال: المسيح لسياحته، وهو فعيل بمعنى فاعل، والفرق بين هذا وبين ما تقدم في الخامس عشر أن ذلك يختص بقطع الأرض وهذا يقطع جميع البلاد في أربعين ليلة إلا مكة والمدينة.

القول الحادي والعشرون: المسيح: الدرهم الأطلس بلا نقش، قاله ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>