(قلت: الحديث صحيح، ولذلك أوردناه في الكتاب الآخر برقم (٥١٥) ؛
لكن قوله: فكان أبو محذورة ... إلخ لا يصح؛ لتفرد عثمان بن السائب به،
وهذا إسناد ضعيف؛ عثمان ووالده السائب وأم عبد الملك لا يُعْرفون) .
إسناده: قد سقناه في الكتاب الآخر، وتكلمنا عليه هناك بما فيه كفاية؛
فأغنى عن الإعادة.
[٢٧- باب كيف الأذان؟]
٨٠- قال أبو داود: " وكذلك حديث جعفر بن سليمان عن ابن أبي
محذورة عن عمِّهِ عن جده؛ إلا أنه قال:
" ثم ترْجعُ فترْفعُ صوتك: الله أكبر الله أكبر " ... ".
(قلت: قد صح الحديث عن أبي محذورة رضي الله تعالى عنه بتربيع
التكبير في أوله، وبترجيع الشهادتين، لكن وقع في بعض الروايات عنه تثنية
التكبير. وقد اوردناها في الكتاب الآخر (رقم ٥٢١ و ٥٢٢) شاهدا لأصل
الحديث، وبينت هناك أن الصحيح فيه التربيع. ثم إن المصنف رحمه الله تعالى
عقب ذلك بهذه الرواية المعلقة؛ لبيان اختلاف آخر وقع في الحديث. وبيانه:
أن الترجيع في سائر الروايات لهذا الحديث إنما يبتدئ بالشهادتين، وفي هذه
الرواية وحدها يبتدئ من التكبير. وهي منكرة؛ لضعف إسنادها، ولمخالفتها
لسائر الروايات، ولم أجد منْ وصلها وابن أبي محذورة عن عمه لم أعرفهما!
وقد ضعفها البيهقي فقال: " وقد روي في بعض الروايات عن أبي محذوره في
هذا الحديث الرجوعُ إلى كلمة التكبير بعد الشهادتين؛ وليس ذلك بقوي مع
مخالفته الروايات المشهورة، وعمل أهل الحجاز ") .