[٢٧- باب في اللعان]
٣٨٨- عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال:
جاء هلال بن أمية- وهو أحد الثلاثةِ الذين تاب الله عليهم- فجاء من
أرضِه عشِيّاً، فوجد عند أهلِه رجلاً، فرأى بعينه، وسمع بأذنه، فلم يهِجْة
حتى أصبحِ، ثم غدا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله! إتي جئت
أهلي عشاء، فوجدت عندهم رجلاً، فرأيت بعيني، وسمعت بأذني، فكره
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما جاء به، واشتد عليه، فنزلت: (والذين يرمون أزواجهم
ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم) الآيتين كلتيهما، فسُرِّي
عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
" أبشر يا هلال! قد جعل الله عز وجل لك فرجاً ومخرجاً ".
قال هلال: قد كنت أرجو ذلك من ربي، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" أرسلوا إليها ".
فجاءت، فتلا عليهما رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكّرهما، وأخبرهما أن عذاب
الآخرة أشد من عذاب الدنيا، فقال هلال: والله! لقد صدقْت عليها.
فقالت: كذب. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لاعنوا بينهما ". فقيل لهلال: اشهد، فشهد أربع (شهادات بالله إنه
لمن الصادقين) ، فلما كانت الخامسة قيل: يا هلال! اتق الله؛ فإن عذاب
الدنيا أهون من عذاب الاخرة، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك
العذاب. فقال: والله! لا يعذبني الله عليها كما لم يجلدني عليها. فشهد