قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله موثقون؛ غير أن أسباط هذا كثير الخطأ-
كما قال الحافظ في "التقريب "-.
والحديث أخرجه البيهقي (٩/١٩٥ و ٢٠٢) ، من طريق المؤلف دون قوله: أو
غدرة ... إلغ.
وأعله المنذري بعلة أخرى وهي الانقطاع؛ فقال في "مختصره " (٤/٢٥١) :
" في سماع السدي من ابن عباس نظر، وإنما قيل: إنه رآه، ورأى ابن عمر،
وسمع من أنس بن مالك رضي الله عنهم ".
قل: وما أرى لهذا الإعلال وجهاً! والقيْلُ الذي حكاه، ما رأيت أحداّ ذكره،
وفي "تهذيب المزي " (٣/١٣٣) أنه رأى الحسن بن علي وابن عمر وأبا سعيد وأبا
هريرة.. وتبعه العسقلاني؛ فلم يذكرا معهم ابن عباس، بل ذكراه مع أنس أنه
روى عنهما، بل ذكر الحافظ عن أبي العباس بن الأخرم:
" لا يُنْكرُ له ابنُ عباس؛ وقد رأى سعد بن أبي وقاص ".
قلت: فالعلة أسباط، والله أعلم.
[٣١- باب فى اخذ الجزية من المجوس]
٥٣٧- عن قُشيْرِ بنِ عمرو عن بجالة بن عبْدة عن ابن عباس قال:
جاء رجل من الأسْبذِيِّين من أهل البحرين- وهم مجُوسُ أهلِ هجر-
إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمكث عنده ثم خرج، فسألته: ما قضى الله ورسوله
فيكم؟ [قال:] شر! قلت: مه؟! قال: الإسلام أو القتل.
قال: وقال عبد الرحمن بن عوف: قبِل منهم الجزية.