ويلاحظ أنه ذكر أبا سعيد الخير تمييزاً له عن الذي قبله، ورمز له بأنه من رجال
أبي داود وابن ماجه! ولو عكس ذلك لأصاب؛ لا سبق ذكره من أنهما إنما أخرجاه
عن الخير، لا عن الحبراني كغيرهما؛ فتنبه.
ثم إن الحديث أشار البيهقي إلى تضعيفه، حيث قال عقب تخريجه:
" وهذا إن صح؛ فإنما أراد- والله أعلم- وتراً يكون بعد الثلاث ".
ولا يغتر بتعقب ابن التركماني له بقوله:
" قلت: أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ... "!
ولا بقول النووي في " المجموع " (٢/٥٥) :
" وهو حديث حسن "!
فإن الأول متعصب لمذهبه على البيهقي، ولو كان الحديث عليه لا له؛ لأجلب
عليه بخيله ورجِلِهِ! وابن حبان إنما رواه من طريق المجهول الذي تفرد هو بتوثيقه كما
سبق.
وأما النووي؛ فكأنه لا رأى سكوت أبي داود عليه؛ اغتر به وحسنه، مع أنه
نفسه قال في حديث آخر لأبي داود- فيه مثل هذه العلة-:
" وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه؛ لأنه ظاهر ". انظر الحديث رقم (١) .
فلو قال مثل هذا في هذا؛ لوُفِّق. والمعصوم من عصمه الله وحده.
[٢٠- ومن " باب ما ينهى عنه أن يستنجى به "]
[٢١- باب الاستنجاء بالحجارة]
[ليس تحتهما حديث على شرط كتابنا هذا. (انظر " الصحيح ") ]