مدني، والآخر: بصري، يكنى أبا سهل الواقفي.
وقد اختلف في راوي هذا الحديث:
فذهب المزي إلى أنه الأول؛ حيث ذكر أنه روى حديث الأذان عن عبد الله بن
محمد عن عبد الله بن زيد، وأنه من رجال أبي داود. وتبعه على ذلك الذهبي؛
حيث قال بعد أن ترجم للواقفي:
" فأما محمد بن عمرو (د) الأنصاري؛ فآخر لا يكاد يُعْرفُ، له حديث الأذان
عن شيخ، رواه عنه حماد بن خالد وعبد الرحمن بن مهدي؛ فحكمه العدالة ".
قال الحافظ:
" يعني: لرواية ابن مهدي عنه ".
وكأن عمدتهما فيما ذهبا إليه: ما حكاه الدارقطني عن المصنف- بعد أن روى
الحديث من طريقه-، فقال:
" وقال أبو داود: محمد بن عمرو مدني، وابن مهدي لا يحدث عن البصري "!
كذا قال المصنف رحمه الله! وهو يخالف ما في " تهذيب التهذيب "؛ حيث
ذكر في الرواة عن البصري عبد الرحمن بن مهدي، فقد روى ابن مهدي عنهما
كليهما؛ فلا بد من النظر في أمور أخرى؛ لتعيين المراد منهما.
وقد ؤجِد الدليل القاطع على أنه البصري؛ خلافاً لما ذهبوا إليه، فقال الحافظ
- عقب كلمته السابقة-:
" وقرأت بخط ابن عبد الهادي: أنه أبو سهل الذي أفرده المزي بعده، واستدل
لذلك بأن الحديث الذي أخرجه أبو داود له في الأذان وقع في " مسند أحمد " من
الطريق المذكورة؛ فوقع مُكنّىً: أبا سهل ".