من الصحابة ". وقال الحافظ في " التقريب ":
" هو مجهول، وليس بالمليكي ".
وأما ابنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر؛ فلم أعرفه! ولم يفرد له المزي
ترجمة، كما فعل بأبيه، وإنما قال في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر
القرشي الجمحِيِّ أبي الثورين:
" روى عن ابن عباس، وابن عمر. وعنه عمرو بن دينار، وعثمان بن الأسود "
قال:
" ويحتمل أن يكون هو الذي روى له أبو داود من رواية أبي حومل العامري
عنه عن أبيه عن جابر. وقد ذكرنا حديثه في ترجمة أبيه ".
وهذا احتمال قائم؛ إلا أن الحافظ في " تهذيب التهذيب " قد تعقبه بما لا طائل
تحته، وهو قوله:
" قلت: وهذا يوهم أن أبا داود أخرج لمحمد بن عبد الرحمن الذي روى عنه أبو
حومل! وليس كذلك؛ فإن الذي ذكره المصنف في ترجمة عبد الرحمن ليس فيه
لمحمد ذكر "!
قلت: لا شك أن المزي لم يذكر محمداً هذا في ترجمة أبيه عبد الرحمن،
وقد نقلنا عبارته في ذلك آنفاً، وهذا خطأ منه؛ لأنه أوهم أن الحديث من رواية أبي
حومل عن عبد الرحمن مباشرة! وليس كذلك بل بينهما محمد هذا؛ كما تراه في
الإسناد.
ولا عجب من ذلك؛ فإن الوهمِ من شأن البشر، ولا سيما أن المزي قد عاد عنه
إلى الصواب، حيث ذكر محمدا بينهما في هذه الترجمة، ولكن العجب من
الحافظ كيف وافق المزي على خطئه، ثم ردّ به الصواب الذي كان المزي رجع إليه؟!