للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصعب بن ثابت. والأخرى: جهالة حال محمد بن مسلم بن السائب. وإنما

يصحُ من هذا الحديث الأمر بتسوية الصفوف، وهذا في الكتاب الأخر (رقم

٦٧٤) . وأما ذكر العود فيه؛ فهو منكر عندي) .

إسناده: حدثنا قتيبة: ثنا حاتم بن إسماعيل عن مصعب بن ثابت بن عبد الله

ابن الزبير.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، له علتان:

الأولى: مصعب بن ثابت هذا؛ فإنه ضعيف اتفاقاً؛ لكثرة غلطه؛ إلا الحاكم

فإنه روى له حديثاً في " التفسير " (٢/٣٠١) ، ثم قال:

" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!

ولا أتعجّب من تصحيح الحاكم لحديث منِ اتفق الأئمة على تضعيفه؛ فإن

ذلك مما اشتهر به. ولكني أتعجب من الناقد الذهبي كيف يجري وراء الحاكم في

كثير من التصحيح، مع تصريحه في " الميزان " بخلافه؟! وقد مضى لذلك أمثلة،

وهذا منها؛ فإنه قال في ترجمة مصعب بن ثابت هذا ما نصه:

" ضعفه يحيى بن معين وأحمد. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال النسائي:

ليس بالقوي ".

ثم ذكر أنه كان من أعبد أهل زمانه، ولم ينقل عن أحد توثيقه، فهو عنده

متفق على تضعيفه أيضاً. ثم ينسى هذا؛ فيوافق الحاكم على تصحيح حديثه

المشار إليه! فسبحان من لا ينسى!

العلة الأخرى: جهالة حال محمد بن مسلم بن السائب؛ فإنه لم يوثقه غير

ابن حبان، ولم يرو عنه غير مصعب هذا الضعيف، وغير العلاء بن عبد الرحمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>