" مولى بني ليث، وهو غير يزيد الفارسي على الصحيح، وهو ثقة ". وقال في
الأول:
" مقبول "؛ يعني: عند المتابعة؛ وإلا فلين الحديث، كما نص عليه في
مقدمة الكتاب.
ثم إن في الحديث نكارة، وهو قوله: قُبِض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يبين لنا أنها
منها "!
فإنه ينافي قوله بعْدُ: وكانت الأنفال من أول ما أنزل عليه بالمدينة، وكانت
(براءة) من آخر ما نزل من القرآن.
وقد صح عن ابن عباس: أن الأنفال نزلت في بدر، يعني: سنة أربع (*) .
فتأخر نزول (براءة) كلها عن الأنفال- بهذا الفاصل المديد من الزمان- لهو
دليل واضح على أنهما سورتان، لا سورة واحدة، كما قال الطحاوي في " مشكل
الاثار " (٢/١٥٢) ، وذكر لذلك شواهد من الأحاديث والاثار؛ فليراجعها من شاء.
والحديث أخرجه الترمذي (٤/١١٣- ١١٤) ، والطحاوي في " شرح المعاتي "
(١/١١٩) ، وفي " المشكل " (٢/١٥١- ١٥٢) ، والحاكم (٢/٢٢١ و ٣٣٠) ، والبيهقي
(٢/٤٢) ، وأحمد (١/٥٧ و ٦٩) من طرق عن يزيد الفارسي ... به. وقال الترمذي:
" حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث عوف عن يزيد الفارسي عن ابن
عباس. ويزيد الفارسي هو من التابعين من أهل البصرة. ويزيد بن أبان الرقاشي هو
من التابعين من أهل البصرة، وهو أصغر من يزيد الفارسي، ويزيد الرقاشي إنما
يروي عن أنس بن مالك "! وقال الحاكم في الموضع الأول:
" صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي! وقال في الموضع الأخر:
(*) كذا في أصل الشيخ! والصواب: اثنْتين. (الناشر) .