قلت: والحديث الذي أشار إليه الترمذي متفق عليه، وهو في الكتاب الآخر
(٧٨٠) ، فلا شك أنه أصح من الذي نحن فيه، بل لا تصح المفاضلة بينهما؛
فذاك صحيح، وهذا ضعيف معلول بثلاث علل، سبق آنفاً بيان العلتين.
والشالثة: اضطراب مكحول في إسناده. وبيانه في الرواية الاتية:
١٤٧- وفي رواية عن مكحول عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري،
قال نافع:
أبطأ عبادة بن الصامت عن صلاة الصبح، فأقام أبو نُعيْم المؤذنُ
الصلاة، فصلى أبو نُعيْم بالناس، وأقبل عبادة وأنا معه، حتى صففنا خلف
أبي نعيم، وأبو نعيم يجهر بالقراءة، فجعل عبادة يقرأ بأم القران، فلما
انصرف قلت لعبادة:. سمعتك تقرأ بأم القرأن وأبو نعيم يجهر؟ قال:
أجل! صلى بنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض الصلوات التي يُجْهرُ فيها
بالقراءة، قال: فالتبست عليه القراءه، فلما انصرف أقبل علينا بوجهه
وقال:
" هل تقرأُون إذا جهرتُ بالقراءة؟ "، فقال بعضنا: إنا نصنع ذلك.
قال:
" فلا، وأنا أقول: ما لي يُنازعُنِي القرآنُ، فلا تقْرأُوا بشيء من القرآن
إذا جهرتُ؛ إلا بأمِّ القرآن ".
(قلت: إسناده ضعيف؛ نافع بن محمود لا يعرف. وقال ابن حبان: " حديثه
معلل "، كما قال الذهبي. ثم هو مضطرب كما سبق بيانه، وهذا وجه ثان من
وجوه اضطرابه. وبعده ثالث) .