قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين، وإنما علته الانقطاع،
فقال الحافظ في " الفتح " - بعد أن عزاه للمصنف-:
" ورجاله ثقات، لكن قيل: إن أبا عثمان لم يلْق بلالاً. وقد روي عنه بلفظ:
أن بلالاً قال ... وهو ظاهر الإرسال. ورجحه الدارقطني وغيره على الموصول ".
والحديث أخرجه البيهقي (٢/٥٦) من طريق عبد الرزاق عن سفيان عن
عاصم ... به؛ إلا أنه قال: قال بلال ...
وأحمد (٦/١٢ و ١٥) من طريق محمد بن فُضيْلٍ وشعبة عن عاصم عن أبي
عثمان قال: قال بلال ...
وذكر البيهقي رواية وكيع هذه، تم قال.
" ورواية عبد الرزاق أصح، كذلك رواه عبد الواحد بن زياد عن عاصم. ورواه
شعبة بن الحجاج عن عاصم ".
قلت: فقد اتفق محمد بن فضيل وشعبة وعبد الواحد على روايته عن عاصم
بلفظ: قال: قال بلال ...
فاتفاقهم هذا يرجح رواية عبد الرزاق عن سفيان على رواية وكيع عنه.
وبالتالي فالراجح أن الحديث منقطع لأن قوله: " قال: قال بلال " ظاهر في
الانقطاع، وهو الذي رجحه الدارقطني والبيهقي.
١٦٨- عن صبيْحِ بن محْرِزٍ الحِمْصِيِّ: حدثني أبو مصبِّح المقْرائِي قال:
كنا نجْلِسُ إلى أبي زهير النُّميْرِيِّ- وكان من الصحابة- فيتحدث
أحسن الحديث، فإذا دعا الرجلُ منا بدعاءٍ؛ قال: اختمه بآمين، فإن
(آمين) مثلُ الطّابعِ على الصحيفة. قال أبو زهير: أخبِركمْ عن ذلك؟