ومن هذا الوجه أخرجه الطحاوي (١/٢٨) ، والبيهقي أيضاً (٢/٣١٣) ، إلا أنه
قال: عن سعيد بن أبي هلال عمّن أخبره عن أبي الدرداء.. فلم يذكر في إِسناده
عمر.. وقال: عمن أخبره.
وجمع بينهما خالد بن يزيد فقال: عن سعيد بن أبي هلال عن عمر- وهو ابن
حيان الدمشقي- قال: سمعت مخبراً يخبر عن أم الدرداء ... به.
أخرجه الترمذي (١/١١٢- ١١٣) ، وقال:
" وهذا أصح من حديث سفيان بن وكيع عن ابن وهب ". يعني: من الوجه
الأول.
ويؤيده أن رِشْدِيْن قال: حدثني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال ...
به؛ مثل رواية خالد بن يزيد. ثم قال الترمذي:
" حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن أبي هلال عن عمر
الدمشقي ".
قلت: وهو مجهول. ومثله شيخه الذي لم يُسمه. وسعيد بن أبي هلال كان
اختلط- كما قال أحمد-. فلا جرم أن المصنف جزم بضعف إِسناده؛ كما سبق.
ولعل الشيخ الذي لم يسم هو: المهدي بن عبد الرحمن بن عبيد؛ فقد روى
عثمان بن فائد عن عاصم بن رجاء بن حيوة عنه قال: حدثتني عمتي أم الدرداء
عن أبي الدرداء قال:
" سجدْت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إحدى عشرة سجدة؛ ليس فيها من المفصل شيء:
(الأعراف) ، و (الرعد) ، و (النحل) ، و (بني إسرائيل) ، و (مريم) ،
و (الحج) - سجدة-، و (الفرقان) ، وسليمان بـ (سورة النمل) ،
و (السجدة) . و (ص) وسجدة الحواميم ".