وفي رواية: على ظهر الخفين.
وهو حديث صحيح، كما بيناه في الكتاب الآخر (رقم ١٥١ و ١٥٢) ؛ وذكرنا
هناك قول البخاري: إنه أصح من حديث رجاء هذا.
والحديث أخرجه أحمد في " المسند " (٤/٢٥١) : ثنا الوليد بن مسلم: ثنا ثور
عن رجاء.
وكذا أخرجه الترمذي (١/١٦٢) ، وابن ماجه (١/١٩٥) ، والبيهقي (١/٢٩٠)
من طرق عن الوليد ... به؛ إلا أن ابن ماجه قال: عن وزاد كاتب المغيرة بن
شعبة.
فبين ما أبهم في روايات الآخرين. ثم قال الترمذي:
" وهذا حديث معلول، لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم ".
قال:
" وسألت أبا زرعة ومحمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقالا: ليس
بصحيح؛ لأن ابن المبارك روى هذا عن ثور عن رجاء بن حيوة قال: حُدثْتُ عن
كاتب المغيرة ... مرسلاً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر فيه المغيرة ".
وروى ابن حزم (٢/١١٤) - بإسناده الصحيح- إلى أحمد بن حنبل قال: قال
عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك عن ثور بن يزيد قال: حُدثْتُ عن
رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة ... مرسلاً. قال ابن حزم:
" فصح أن ثوراً لم يسمعه من رجاء بن حيوة، وأنه مرسل لم يذكر فيه المغيرة ".
قلت: وإذا ضُم هذا إلى ما نقله الترمذي عن ابن المبارك؛ فحينئذ يكون
الحديث منقطعاً في موضعين: بين ثور ورجاء، وبين رجاء وكاتب المغيرة.