ورواه يحيى بن أبي كثير عن يزيد بن نعيم عن سعيد بن السيب. وعطاء
الخراساني عن سعيد بن المسيب؛ أرسلوه. وفي حديث يحيى بن أبي كثير أن
بصْرة بن أكْثم نكح امرأة. وكلهم قال في حديثه: جعل الولد عبداً له ".
ثم ساق إسناده إلى يحيى بن أبي كثير ... به. وهو الآتي بعده مرسلاً.
والإرسال هو علة الحديث كما أشار إلى ذلك المصنف رحمه الله بذكره إياه من هذه
الوجوه الثلاثة المرسلة، وبذلك أعله غيره أيضاً، فقال ابن أبي حاتم في "للعلل "
(١/٤١٨) بعد أن ساقه موصولاً عن سعيد عن نضرة- كذا- بن أكثم:
" سئل أبي: ما وجه هذا الحديث عندك فقال: هذا حديث مرسل، ليس
بمتصل، ورواه يحيى بن أبي كثير عن يزيد بن نعيم عن سعيد بن المسيب لا
يجاوزه مرفوع، وما رواه ابن جريج عن صفوان بن سليم عن ابن المسيب عن نضرة
ابن أكثم ليس هو من حديث صفوان بن سليم، ويحتمل أن يكون من حديث ابن
جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم؛ لأن ابن جريج يدلس عن
ابن أبي يحيى عن صفوان بن سليم غير شيء، وهو لا يحتمل أن يكون منه ".
قلت: وهذا الذي ذكره أبو حاتم احتمالاً جزم به البيهقي فقال عقب الحديث:
" فهذا الحديث إنما أخذه ابن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن
سليم، وإبراهيم مختلف في عدالته "- ونقل نحوه عن عبد الرزاق.
وإبراهيم هذا: متروك الحديث كما تقدم مراراً؛ فهو علة هذا الإسناد الموصول،
وقد رواه جمع عن سعيد بن المسيب مرسلاً، وهو الصحيح كما قاله ابن القيم عن
عبد الحق الإشبيلي.
والحديث أحرجه البيهقي (٧١٥٧) من طريق ابن أبي السري وغيره عن
عبد الرزاق ... به.