الأنصاري قال: سمعت أبي يعقوب بن مجمع يذكر عن عمه.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علته يعقوب هذا، ولم يوثقه غير ابن حبان
(٧/٦٤٢) ! فلم تطمئن النفس لتوثيقه، وإن كان روى عنه اخران، فإنهما ضعيفان
- كما بينته في "تيسير الانتفاع "-؛ وكأنه لذلك أشار الذهبي في "الكاشف " إلى
تضعيف توثيقه بقوله:
" وثق ". والحافظ في " التقريب " بقوله:
" مقبول ". يعني: عند التابعة، وإلا؛ فلين الحديث. ولذلك ضعف إسناده
في "الفتح " (٦/ ٦٨) ، وبه أعلّه ابن القطان فقال:
" وعلة هذا الحديث الجهل بحال يعقوب بن مجمع، ولا يعرف روى عنه غير
ابنه، وابنه مجمِّع ثقة ".
نقله الزيلعي في " نصب الراية " (٣/٤١٧) وأقره.
وقوله: " ... غير ابنه ... ".. فيه نظر؛ لأنه قد روى عنه آخران كما تقدم،
فلعله لم يعتد بروايتهما عنه لضعفهما كما ذكرت آنفاً.
والحديث قطعة من حديث تقدم تخريجه برقم (٤٧٥) .
(تنبيه) : تقدم هنال أن الشافعي لم يعرفما مجمع بن يعقوب! وأن ذلك إنما
يليق بأبيه يعقوب، فلعله سبق قلم من الشافعي؛ أراد الوالد يعقوب فكتب مجمع
ابن يعقوب، أو ذلك خطأ من الناسخ.
وأما جزم المُعلِّقين على "الزاد": (٣/٣٣١) : أن الشافعي قال ذلك في يعقوب
ابن مجمع؛ فهو وهم منهما! ولعلهما أرادا ما ذكرته من أنه سبق قلم منه. والله
أعلم.