للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: ورجاله ثقات؛ غير جسرة بنت دجاجة؛ وليست بالمشهورة ثقةً وعدالةً،

ولم يوثقها أحد من المتقدمين ممن يوثق بتوثيقهم، بل قد غمزها البخاري؛ ففي

" المجموع " (٢/١٦٠) :

" رواه أبو داود وغيره، قال البيهقي: ليس هو بقوي. قال: قال البخاري: عند

جسرة عجائب، وقد خالفها غيرها في سد الأ بواب. وقال الخطابي: ضعف

جماعة هذا الحديث وقالوا: أفلت مجهول. وقال عبد الحق: هذا الحديث لا

يثبت. فلت: وخالفهم غيرهم، فقال أحمد بن حنبل: لا أرى بأفلت بأساً. وقال

الدارقطني: هو كوفي صالح. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: جسرة تابعية ثقة.

وقد روى أبو داود هذا الحديث ولم يضعفه، وقد قدمنا أن مذهبه أن ما رواه ولم

يضعفه، ولم يجد لغيره فيه تضعيفاً؛ فهو عنده صالح، ولكن هذا الحديث ضعفه

من ذكرنا "!

قلت: قد بينا في مقدمة هذا الكتاب أنه لا يصح أن يعتمد على سكوت

المصنف عن الحديث؛ لأسباب: منها كثرة الأحاديث الضعيفة في الكتاب-؛ مما

سكت عنها أبو داود، وهاك الكتاب بين يديك شاهداً على ذلك.

وعلة الحديث ليست هي أفلت؛ بل هي جسرة، وهي- وإن وثقها العجلي

وكذا ابن حبان- فهما من المتساهلين في التوثيق، فلا يطمئن القلب لتوثيقهما؛ لا

سيما مع تضعيف من ذكِر لحديثها؛ فلولا أنها غير حجة عندهم لما ضعفوه.

ثم إنها لم يرو عنها من المعروفين غير أفلت هذا، وقد ذكر في " التهذيب "

فيمن روى عنها غيره:

" قدامة بن عبد الله العامري، ومحدوج الذهلي، وعمر بن عمير بن محدوج ".

وكل هؤلاء مجهولون، بل قيل: إن قدامة هذا هو أفلت نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>