للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طاهر الزاهد أيام جاوزنا في قريته يقول: حدثني الثقة وكنا إنا سمعناه يقولها حسبناه يزيد نفسه قال: رأى رجل من الصالحين كان مجاوراً بمكة [أنه] يحشر مع فلان اليهودي - ليهودي معروف من خدمة السلطان من أهل مصر - فانتبه الرجل مذعوراً فزعاً من رؤياه، وكتمها ثم عادت الرؤيا عليه ثانية وثالثة فطار فؤاده وأشفق على دينه وتعجل الانصراف فلما وردها لم يقدم شيئاً على السؤال عن ذلك اليهودي [ ... ] ضياع السلطان وله لديه حال ومنزلة [ ... ] فأصاب على بابه بشراً كثيراً ممن يعامله من معتمري الضياع وغيرهم [وأراد] الدخول فمنعه البواب، وقال اصبر قليلاً فله عادة حسنة أنه إذا خف شغله يقول لي: أدخل من له إلينا حاجة، فسوف تدخل سهلاً، فقال له الرجل صاحب الرؤيا: نعم ما قلت، واصطبر ساعة إلى أن كان ما قاله، فدخلا إلى مجلس اليهودي، ووقف قائماً على قدمه لم يسلم ولم يجلس وفاتحه القول.

أنت يا هذا فلان اليهودي؟ فقال: نعم فقال له: أخبرني بالله تعالى، وبما تعتقده من شرعتك هل عملت عملاً من الخير قط أردت به وجه الله ربك خالصاً لم ترد به رياء ولا سمعة فقال له اليهودي: والله إن لكثير الصدقات مواس للضعفاء من أهل ملتي وغيرهم مرايها بذلك أطلب به السمعة والصيت ليقال إني متصدق ويثني علي فاشتد ذلك على الرجل الصالح وقال في نفسه: الآن عظمت مصيبتي، وحبط أجري، ثم راجع اليهودي فقال له يا هذا فكر في نفسك، وأصدقني عما عنه أسألك إن كنت عملت قط خيراً أردت به وجه الله خالصاً فإن عندي لك نبأ، فأطرق اليهودي

<<  <   >  >>