للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها سؤال السمع: لم سمع ما لا يحل؛ ولم لم يسمع ما يجب؟

وسؤال البصر: لم رأى ما لا يحل؛ وعن جمع أعمال البصر، من نظر البغض والاحتقار ونحو ذلك؟

وسؤال الفؤاد: عما اعتقد؛ وعما قصد؛ وجميع أعمال القلوب؟

[فوائد ختام الآية]

فختام هذه الآية تأكيد للنهي السابق.

وتفصيل لطرق العلم، وتنبيه على لزوم حفظها واحدة واحدة.

وترهيب للإنسان من اتباع ما لم يعلم بما يؤول إليه أمره من فضيحة يوم القيامة، وخزي بشهادة جوارحه عليه.

فالله نسأل أن يجعلنا متبعين للعلم في جميع ما نعمل، ويثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

...

[آية الأخلاق]

{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (٣٧) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (٣٨) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (٣٩)} [الإسراء: ٣٧ و٣٨ و٣٩].

(المرح): مشية فيها خفة ونشاط، واختيال، ناشئة عن شدة فرح بالنفس. تقول العرب: أمرح الكلأ الفرس فمرح فهو فرس مرح وممراح، إذا شبع فأخذ يمشي بخفة ونشاط واختيال. ويقال: مرح الرجل إذا اختال في مشيته ونظر في عطفيه، ولا يكون ذلك إلاّ لفرحه بنفسه وإعجابه بها.

و (خرق الأرض): ثقبها.

و (الطول): ارتفاع القامة.

نصب مرحاً بتمش؛ لأنه متضمن له تضمن الكلي لجزئيه؛ إذ المرح جزئي من جزئيات المشي، فكأنه قال: لا تمرح مرحاً. ونظيره قول الشاعر:

<<  <   >  >>