للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الأول]

إن الظهر تكون أول الميل، والعصر تكون وسطه.

وأن المغرب تكون عند أول الغسق، والعشاء تكون عند شدته بمغيب الشفق.

والصبح عند الفجر.

[الثاني]

أن الظهر عند أول الميل، والعصر عند وسطه، والمغرب عند نهايته، والعشاء عند الغسق؛ أي اشتداد الظلمة بمغيب الشفق.

والفرق بين الأول والثاني:

أن الأول اعتبر المغرب عند بداية الظلمة، والثاني اعتبرها عند تمام الميل، وهما في الواقع متلازمان؛ فإنه إذا تم الليل ابتدأت الظلمة.

[الثالث]

ولم أره لأحد، واللفظ يحتمله:

أن ميل الشمس يبتديء بالزوال، وينتهي فيما يرى لنا بالبصر بمغيب الشفق، غير أن ميلها في الزوال والغروب مشاهد بمشاهدة ذاتها، وميلها بعد الغروب مستدل عليه بما يشاهد من أخذ الشفق في المغيب، إلى أن يغيب بتمامه؛ ولا شك أن ذلك نتيجة ميلها من وراء الأفق؛ فالصلوات الأربع على هذا واجبة لدلوك الشمس.

وأما غسق الليل: فهو اشتداد ظلمته، وذلك يكون على أتمه بعد مضي الثلث الأول من الليل؛ فيكون غسق الليل بهذا المعنى خارجاً عن حكم ما قبل؛ لأن وقت العشاء ينتهي بانقضاء الثلث الأول، فالأوقات تنتهي عند غسق الليل.

...

[تفسير نبوي]

أخرج البخاري- رحمه الله تعالى- في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: «سمعت رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يقول: تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءاً، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر» (١) ثم يقول أبو هريرة فاقرءوا إن شئتم: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.


(١) أخرجه البخاري في الأذان باب٣١، والصلاة باب٨٧، والمواقيت باب١٦، وتفسير سورة١٧ باب١٠، والترمذي في الصلاة باب٤٧. والنسائي في الصلاة باب٢١. وأحمد في المسند (٢٣٣/ ٢، ٢٥٧، ٢٦٦، ٣١٢، ٣٤٤، ٣٩٦، ٤٨٦).

<<  <   >  >>