للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العدل، وقواعد العمران، ونظم التعامل، وسياسة الناس، ما فيه العلاج الكافي، والدواء الشافي لأمراض المجتمع الإنساني من جميع أمراضه وعلله.

شفاء العقائد والأخلاق.

شفاء العقائد والأخلاق أساس الأعمال والمجتمع. هذه الأمراض لا تكاد تخلو آيات القرآن من معالجتها، وبيان ما هو شفاء لها. ولا شفاء لها إلاّ بالقرآن، والبيان النبوي راجع إلى القرآن. ومن طلب شفاءها في غير القرآن فإنه لا يزيدها إلاّ مرضا.

فهذه الأمم الغربية بسجونها، ومشانقها، ومحاكمها، وقوتها، قد امتلأت بالجنايات والفظائع المنكرة التي تقشعر منها الأبدان.

وهذه الممالك الإسلامية التي تقيم الحدود القرآنية كالمملكة الحجازية، والمملكة اليمانية، قد ضرب الأمن رواقه عليهما، واستقرت السكينة فيهما دون سجون ولا مشانق، مثل أولئك؛ وما ذلك إلاّ لأنهم داووا الملك بدواء القرآن فكان الشفاء التام.

[شفاء الأبدان]

وأما الأمراض البدنية، فقد قال- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «ما أنزل الله داء إلاّ أنزل له شفاء» رواه البخاري من طريق أبي هريرة (١).

وقال: «لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برىء بإذن الله تعالى» رواه مسلم من طريق جابر (٢).

وثبت عنه- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أنه استشفى واسترقى ببعض آيات القرآن العظيم (٣)، وأقر على ذلك من فعله من أصحابه.

روى البخاري من طريق يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:

«كان رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- إذا آوى إلى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعاً، ثم يمسح بهما وجهه، وما بلغت يداه من جسده. (قالت عائشة): فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به. قال يونس: كنت أرى ابن شهاب يصنع ذلك إذا أوى إلى فراشه» (٤).

وروى الشيخان، واللفظ للبخاري، عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال:


(١) في كتاب الطب باب ١ حديث ٥٦٧٨.
(٢) في كتاب السلام باب ٢٦ حديث ٦٩.
(٣) في صحيح البخاري في كتاب الطب بابان: الأول باب. الرقى بالقرآن والمعوذات رقم ٣٢، والثاني باب الرقى بفاتحة الكتاب رفم ٣٣. وفي الصحاح الخمسة الأخرى أبواب ثابتة في الاستشفاء والاسترقاء بآيات القرآن.
(٤) أخرجه البخاري في الطب باب ٣٩ حديث رتم ٥٧٤٨.

<<  <   >  >>