للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي التبتل مخالفة السنة، وانقطاع النسل، وضعف الأمة وتعطيل المصالح، وخراب العمران، وكفى بهذا كله شراً وفساداً!!

الثاني:

سؤال العبد من ربه أن يهب له من الزوج والذرية ما تقر به عينه، يقتضي سعيه بقدر استطاعته لتحصيل ذلك فيهما، ليقوم بالسببين المشروعين من السعي والدعاء.

فعليه أن يختار ويجتهد عندما يريد التزوج.

وأن يقصد إلى ذات الدين (١).

وفي اختياره واجتهاده في جانب الزوجة سعي في اختيار الولد؛ فإن الزوجة الصالحة شأنها أن تربي أولادها على الخير والصلاح.

ثم عليه أن يقوم بتعليم زوجه وأولاده وتهذيبهم وإرشادهم، فيكون قد قام بما عليه في الابتداء والاستمرار، مع دوام التضرع إلى الله تعالى والابتهال.

الثالث:

ما تقر به الأعين يحصل به الفرح والسرور؛ فالفرح والسرور بما هو خير وطاعة من حيث أنه نعمة من الله وفضل- محمود ومشروع.

الرابع:

طلب الرتب العليا في الخير والكمال والسبق إليها والتقدم فيها، مما يدعونا إليه الله، ويرغبنا بمثل هذه الآية فيه، كما قال تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: ١٤٨، والمائدة: ٤٨].؛ لأن طلب الكمال كمال؛ ولأن من كانت غايته الرتب العليا، إن لم يصل إلى أعلاها لم ينحط عن أدناها، وإن لم يساو أهلها لم يبعد عنها.

ومن لم يطلب الكمال بقي في النقص، ومن لم تكن له غاية سامية قصر في السعي، وتوانى في العمل.

فالمؤمن يطلب أسمى الغايات حتى إذا لم يصل لم يبعد، وحتى يكون في مظنة الوصول بصحة القصد وصدق النية.

الخامس:

من الدين الإقتداء بأهل العلم والعمل والاستقامة في الهَدْي والسمت.


(١) روى البخاري في كتاب النكاح، باب ١٥، حديث ٥٠٩، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «قال تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك».

<<  <   >  >>