بنت أبي بكر: كنّا نغسل المرضى من بئر بضاعة ثلاثة أيّام فيعافون.
بها بئر ذروان، ويقال لها بئر كملى هي البئر المشهورة. عن ابن عبّاس:
طبّ رسول اللّه، ﷺ، حتى مرض مرضا شديدا، فبينا هو بين النائم واليقظان رأى ملكين أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما وجعه؟ فقال: طبّ! قال: ومن طبّه؟ قال لبيد بن الأعصم اليهودي. قال: وأين طبّه؟ قال: في كربة تحت صخرة في بئر كملى، وهي بئر ذروان. فانتبه النبيّ، ﷺ، وحفظ كلام الملكين، فبعث عليّا وعمّارا مع جمع من الصحابة إلى البئر فنزحوا ماءها حتى انتهوا إلى الصخرة فقلبوها ووجدوا الكربة تحتها، وفيها وتر فيها إحدى عشرة عقدة، فأحرقوا الكربة بما فيها فزال عنه، ﵇، ما كان به وكأنّه أنشط من عقال. فأنزل اللّه تعالى عليه المعوّذتين إحدى عشرة آية على عدد عقده.
بها بئر عروة، تنسب إلى عروة بن الزّبير؛ قال الزبير بن بكّار: ماء هذه البئر من مرّ بالعقيق يأخذه هدية لأهله، ورأيت أبي يأمر به فيغلى ثمّ يأخذه في قوارير يهديه إلى الرشيد وهو بالرقّة، وقال السري بن عبد الرحمن الأنصاري:
كفّنوني إن متّ في درع أروى … واجعلوا لي من بئر عروة مائي
سخنة في الشّتاء باردة الصّي … ف سراج في اللّيلة الظّلماء
وأهل المدينة الأنصار، عليهم الرحمة والرضوان، ان اللّه تعالى أكثر من الثناء عليهم في القرآن.
وقد خصّ بعضهم بخاصيّة لم توجد في غيرهم، منهم حميّ الدّبر وهو عاصم بن الأفلح، رضوان اللّه عليه، استشهد وأراد المشركون أن يمثّلوا به فبعث اللّه الزنابير أحاطت به ومنعت المشركين الوصول إليه.