قال المسعودي: رأيت فيها من الماء ما يستحجر في مجاريها المعمولة من الخزف.
وحكي أنّه كان بأنطاكية إذا أخرج الإنسان يده إلى خارج السور وقع عليه البقّ، وإذا جذبها إلى داخل لا يبقى عليه شيء من البقّ، إلى أن كسروا عمودا من رخام، فوجدوا في أعلاه حقّة من النحاس فيها بقّ من نحاس مقدار كفّ، فبطلت تلك الخاصيّة من ذلك الوقت، فالآن يعمّ البقّ جميع المدينة.
وبها نوع من الفأر يعجز السنّور عنه.
وبها مسجد حبيب النجّار صاحب يونس، رحمة اللّه عليه، الذي قال:
يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين. فلمّا قتلوه أهلكهم اللّه تعالى بصيحة، وكان بأنطاكية مؤمنون وكفّار، فالصيحة ما أيقظت المؤمنين عن نومهم، وأهلكت الكفّار كما قال تعالى: ان كانت إلّا صيحة واحدة فإذا هم خامدون. ومسجد حبيب في وسط سوق أنطاكية، فيه قبره يزور الناس، وبها قبر يحيى بن زكرياء، ﵇.
[أنطرطوس]
حصن على بحر الروم لأهل حمص، وهو ثغر به مصحف عثمان بن عفّان يذهب الناس إليه تبرّكا به.
[أورم الجوز]
قرية من نواحي حلب، بها بنية كأنّها كانت في القديم معبدا، يرى المجاورون لها من أهل القرى بالليل منها ضوء نار ساطعا، فإذا جاؤوها لم يروا شيئا البتّة، وفي هذه البنية ثلاثة ألواح من حجارة عليها مكتوب بلفظ القديم ما استخرج وفسّر، وكان ما على اللوح القبلي: الاله واحد، كملت هذه البنية في تاريخ ثلاثمائة وعشرين لظهور المسيح، ﵇، وعلى اللوح الذي