نحن وإن رأينا هذا العجب، يعني النزول من السقف، لكن لا نقتصر على ذلك بل عندنا علماء وحكماء يناظرونك، فإن شهدوا لك الحقّ اتبعناك! فرضي زرادشت به وأمر الملك العلماء والحكماء في ذلك الزمان أن يسمعوا كلامه ويعرّفوا الملك. فسمعوا كلامه وقالوا للملك: سمعنا كلامه وانّه مستقيم ولم يبق إلّا شيء واحد، وهو طلب معجزة على نبوته، فقالوا: اخترنا أن نطلي بدنه بما أردنا من الأدوية ونأخذ شيئا من النحاس المذاب ونشدّ وثاقه ونصبّ ذلك القطر عليه، فإن تلف فقد كفينا أمره، وإن سلم من ذلك فيجب علينا متابعته. فرضي زرادشت بذلك، واختار الملك هذا الرأي، فعرّوه وشدّوا وثاقه، وصبّوا عليه قطرا فصار القطر كرات وتشبّثت بكلّ شعرة كرة، وما ضرّ به شيء، ومع المجوس من تلك الكرات يتبرّكون بها. فعند ذلك قالوا: لم يبق إلّا إجابة دعوته! فأمر في جميع مملكة كشتاسف ببناء بيوت النار، وجعل النار قبلة لا إلها، وبقيت تلك الملّة إلى مبعث رسول اللّه، ﷺ، والآن يقولون بأرض سجستان منها بقيّة.
[صيمرة]
كورة بها عدّة قرى من أعمال البصرة على فم نهر معقل. أهلها موصوفون بقلّة العقل حتى جاءهم رجل يقال له ابن شاس في حدود سنة خمسين وأربعمائة، وادّعى أنّه إله فعبدوه!
ينسب إليها أبو العنبس، وهو محمد بن إسحاق، كان شاعرا أديبا ظريفا ذا تصانيف في الهزل والنزهات، وقد حظي بذلك عند المتوكّل. حكي أنّه مات له حمار فحزن عليه ورثاه بمرثية وقال: رأيته في النوم، قلت: يا حماري! أما أحسنت علفك وماءك؟ فقال: ما متّ إلّا في عشق أتان رأيتها في الموضع الفلاني ومنعتني عنها!
وحكي أن البحتري دخل على المتوكّل وأنشد قصيدته في مدحه وقال في مطلعها: