فتعجّب من ذلك وقال: ما ظننت أن أحدا من العجم يوصل كلامه إلى هذا الحد! فبعث إليه خلعة سوداء فوصل إليه خلعة الخليفة بغتة فجأة، فلبسها وعمل قصيدة طويلة في مدح الخليفة، وبعثها إلى بغداد، مطلعها:
ترتاح أندية النّدى والباس … في مدح مولانا أبي العبّاس
وحكي انّه سافر إلى همذان، وكان ابن قاضي قزوين ورئيسها بهمذان، فسمع أن تاجا الطرقي وصل، فأحبّ أن يراه لأنّه كان مشهورا بالفضل، فقيل انّه ذهب إلى دار الكتب، فمشى إليه فوجده يطالع كتابا، فسلّم عليه فقال:
عليك السلام! وما تحرّك له ولا نظر إليه. وإنّه كان رجلا ذا هيئة وجثّة وغلمان ومماليك، واشتغل بمطالعة الكتاب، فتأذى الرجل من ذلك وقال من أذيته: تاج الدين ما تعرفني؟ قال: لا! قال: أنا رجل من أعيان قزوين ذو أمر ونهي وقطع ووصل، فقال: مدينتكم لا يكون لها شحنة؟ قال: نعم.
قال: فلم لا يصلبنّك؟ فقام الرجل وقال: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه!
وحكي انّه كان في دار وحده، فقام في جنح الليل ينادي: اللّص! اللّص! فاجتمع الجيران، فإذا الأبواب والاغلاق بحالها والدار فقالوا له: أين اللص؟ فقال: إني سمعت أن اللصوص إذا دخلوا بيوت الناس شدّوا قطاع اللباد على أقدامهم لئلّا يسمع دبيبهم، وإني لما انتبهت ما سمعت شيئا من الدبيب، قلت:
لعلّ اللصّ دخل، وشدّ على رجله اللّباد! وله حكايات مثل هذه، ﵀.
[طرزك]
قرية من قرى قزوين مشهورة. حكي أن بعض الصلحاء رأى في نومه أو في واقعة أن هناك صحابيّا، وما كان بها قبر ولا عرف أحد ذلك، فلمّا كشفوا إذا رجل طويل القامة عليه درع والدم ينزف من جراحته، فبنوا عليه مشهدا واشتهر بين الناس أن الدعاء فيه مستجاب، فصار مقصودا يقصده الناس من