أكثر. وحوله صهاريج منقورة في الحجارة واسعة، تشرب السابلة منها طول السنة. وعلى بعض أساطينه مكتوب: كلّ آجرّة من هذا الدير تقوم بدرهم وثلثين وثلاثة أرطال خبز، ودانق توابل وقنّينة خمر، فمن صدق فبذلك، وإلّا فلينطح رأسه بأيّ أركانه شاء.
دير متّى
بشرقي الموصل على جبل شامخ، من أشرفه ينظر إلى جميع رستاق نينوى.
وهو دير عجيب البناء، أكثر بيوته منقورة في الصخر، فيه نحو مائة راهب لا يأكلون إلّا جمعا في بيت الشتاء أو بيت الصيف، وهما منقوران في صخر، كلّ بيت منهما يسع جميع الرهبان، وفي كلّ بيت عشرون مائدة منقورة من الصخر، وفي ظهر كلّ واحدة منها بويت عليه باب مغلق، فيه آلة المائدة من غضارة وظروفية وسكرجة، لا تختلط آلة هذه بآلة هذه. ولرأس الدير مائدة لطيفة على دكّان في صدر البيت يجلس إليها وحده. وكلّ ذلك منحوت من الحجر ملصق بالأرض.
[دير مر توما]
بميّافارقين على فرسخين منها في جبل عال. له عيد يجتمع الناس إليه وينذر له النذور، ومر توما شاهد فيه، تزعم النصارى أن له ألف سنة وزيادة، وانّه ممّن شاهد عيسى، ﵇، وهو في خزانة خشب لها أبواب تفتح أيّام أعيادهم، فيظهر نصفه الأعلى وهو قائم.
[دير مر جرجيس]
على جبل عال بقرب جزيرة ابن عمر. على بابه أشجار لا يدرى ما هي، لها ثمرة شبيهة باللّوز طيّبة الطعام، وبها زرازير لا تفارقه صيفا ولا شتاء،