فأحضروا وقال: أريد أن يحملني فلان على رقبته، والمغنون يغنون قدامي، والقوم خلفي وقدامي يؤدّونني إلى الرباط على هذه الحال! ففعلوا ذلك كلّه، فلمّا دخل الرباط والذهب معه قال: من الذي ضربني؟ فيقول كلّ واحد: أنا ما ضربت شيئا! فقال: من ضربني ضربة فله دينار، ومن ضربني ثنتين فله ديناران، ومن ضربني ثلاثا فله ثلاثة دنانير! فجاء كلّ واحد يقول: أنا لكمت كذا وكذا.
ففرّق الذهب عليهم وسافر. توفي في نيف وعشرين وستمائة.
[قصران]
اسم قرية من قرى الري. وهي قسمان: يقال لأحدهما قصران الداخل، وللآخر قصران الخارج. قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض الري قرية تسمّى قصران بيروني، عند بابها الأعلى يرى كلّ ليلة سراج مشعل بحيث يبصره كلّ أحد من البعيد من جميع الجوانب، وإذا دنا منه لا يبين شيء.
ينسب إليها القصراني المهندس. كان عالما بالهندسة، وكان عديم المثل في زمانه، وله كتب مصنفة في الهندسة مشهورة.
[قصر شيرين]
بين بغداد وهمذان في فضاء من الأرض على طرف نهر جار. بناها كسرى أبرويز لشيرين وهي خطيبة كانت له من أجمل خلق اللّه تعالى، والفرس يقولون:
كان لكسرى أبرويز ثلاثة أشياء لم تكن لملك قبله ولا بعده: خطيبته شيرين، ومغنيه بلهبد، وفرسه شبديز، وقصر شيرين باق إلى الآن، وهي أبنية عظيمة شاهقة وايوانات عالية وعقود وقصور وأروقة ومتشرّفات، واختلفوا في سبب بنائه: ذكر في كتب العجم أن شيرين كانت من بنات بعض ملوك أرمن، وكانت أجمل خلق اللّه صورة، ذكرت لكسرى أبرويز وكان مشغوفا بالنساء، بعث إليها من خدعها فهربت على ظهر شبديز. فلمّا وصلت إلى العراق وكان كسرى