وهي ان قبره على تلّ بأرض فارس، وقدام التلّ نهر فمن زار قبره من الولاة راكبا يعزل، وأكثر الناس عرفوا تلك الخاصية فإذا وصلوا إلى ذلك النهر نزلوا.
وسابعهم بزرجمهر بن بختكان، كان وزير الأكاسرة، وكان ذا علم وعقل ورأي وفطنة، كان بالغا في الحكم الخطابيّة، ولمّا وضع الهند الشطرنج بعثوا به هدية إلى كسرى ولم يذكروا كيفية اللعب به، فاستخرجه بزرجمهر ووضع في مقابلته النرد وبعث به إلى الهند.
وثامنهم بلهبد المغنّي. فاق جميع الناس في الغناء، وكان مغنّيا لكسرى ابرويز، فإذا أراد أحد أن يعرض أمرا على كسرى وخاف غضبه ألقى ذلك الأمر إلى بلهبد، وبذل له حتى جعل لذلك المغني شعرا وصوتا، ويغني به بين يديه فعرف كسرى ذلك الأمر.
وتاسعهم صانع شبديز وسيأتي ذكره ودقّة صنعته في قرميسين في الإقليم الرابع.
وعاشرهم فرهاذ الذي تحت ساقية قصر شيرين، وهي باقية إلى الآن.
وأراد أن ينقب جبل بيستون، وسيأتي ذكره مبسوطا هناك إن شاء اللّه تعالى.
وبأرض فارس جمع يقال لهم آل عمارة لهم مملكة عريضة على سيف البحر. وهم من نسل جلندى بن كركر، وهو الذي ذكره اللّه تعالى في كتابه المجيد: وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا. زعموا أن ملكهم كان قبل موسى، ﵇، وإلى زماننا هذا لهم بأس ومنعة وارصاد البحر وعشور السفن.
[فرغانة]
ناحية مشتملة على بلاد كثيرة بعد ما وراء النهر، متاخمة لبلاد الترك.
أهلها من أتمّ الناس أمانة وديانة على مذهب أبي حنيفة، وأحسن الناس صورة!