ولاية في تخوم الترك بقرب بلاد ساغو، مقدارها في الطول والعرض أقلّ من يوم، إلّا أن بها منعة وبأسا. وهي أرض سبخة ذات غياض.
ينسب إليها الأديب الفاضل إسماعيل بن حمّاد الجوهري، صاحب كتاب صحاح اللغة، وكذلك خاله إسحاق بن إبراهيم، صاحب ديوان الأدب، ومن العجب أنّهما كانا من أقصى بلاد الترك، وصارا من أئمّة العربيّة!
[فرغانة]
ناحية بما وراء النهر متاخمة لبلاد الترك كثيرة الخيرات وافرة الغلات؛ قال ابن الفقيه: بناها أنوشروان كسرى الخير. نقل إليها من كلّ أهل بيت وسمّاها هرخانه، بها جبال ممتدّة إلى بلاد الترك، وفيها من الأعناب والتفاح والجوز وسائر الفواكه، ومن الرياحين الورد والبنفسج وغيرهما، كلّها مباح لا مالك لها، وفيها وفي أكثر جبال ما وراء النهر الفستق المباح. وبها من المعادن معدن الذهب والفضّة والزئبق والحديد والنحاس، والفيروزج والزاج والنوشاذر والنفط والقير والزفت، وبها جبل تحترق حجارته مثل الفحم، يباع، وإذا احترق يستعمل رماده في تبييض الثياب؛ قال الإصطخري: لا أعرف مثل هذا الحجر في جميع الأرض. وبها عيون ماؤها يجمد في الصيف عند شدّة الحرّ، وفي الشتاء يكون حارّا جدّا حتى يأوي إليها السوام لدفء موضعها.
قسطنطينيّة
دار ملك الروم، بينها وبين بلاد المسلمين البحر الملح، بناها قسطنطين بن سويروس صاحب رومية، وكان في زمن شابور ذي الأكتاف، وجرى بينهما محاربات استخرج الحكماء وضعها. لم يبن مثلها قبلها ولا بعدها، والحكاية عن عظمها وحسنها كثيرة، وهذه صورتها: