هذه، وقد هندمت الجائزة أيضا مربعة مفرطة الطول والأسطوانات زرق، والجوائز بيض وقد سقط بسقوط إحدى القوائم جائزتان وبقي على القوائم الثلاث جائزتان، فلو اجتمع أهل زماننا على إقامة الأسطوانة الساقطة ووضع الجائزتين الساقطتين عليهما، لا يمكنهم إلّا ان يشاء اللّه.
وقد اشتهر بين أهل تلك الديار أنّها أثر قصر بناه بعض الملوك لابن له، وقد حكم المنجّمون انّه تصيبه لذعة من عقرب يخاف منها عليه التلف، فبنى هذا القصر من الحجر لئلّا يتولّد العقرب فيه لحجريته، ولا يصعد إليه لملاسة أسطواناته، فاتّفق انّه حمل إلى القصر سلّة عنب كان فيها عقرب، فهمّ ابن الملك أن يتناول العنب من السلّة فلذعته ومات منها.
[شطا]
من بلاد مصر تنسب إليها الثياب الشّطوية. قال الحسن بن محمّد المهلّبي:
هي على صفة البحر بقرب دمياط، يعمل بها الشرب الرفيع الذي تبلغ قيمة الثوب منه ثلاثمائة درهم ولا ذهب فيه.
شعب بوّان
أرض بفارس بين ارجان والنوبندجان. وهي أحد متنزهات الدنيا المعروفة بالحسن والطيب والنزاهة وكثرة الأشجار وتدفّق المياه وأنواع الأطيار.
قالوا: جنان الدنيا أربع: صغد سمرقند وغوطة دمشق وشعب بوّان ونهر الأبلّة. وقال أحمد بن محمّد الهمذاني: من النوبندجان إلى ارجان ستّة وعشرون فرسخا، بينهما شعب بوّان.
ومن حسنها أن جميع أشجار الفواكه نابتة على الصخر، وقد أجاد المتنبي في وصفه حين ذهب إلى عضد الدولة فقال:
مغاني الشّعب طيبا في المغاني … بمنزلة الرّبيع من الزّمان!