للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نصراباذ]

من قرى خراسان، ينسب إليها أبو القاسم إبراهيم بن محمد النصراباذي، من مشايخ خراسان. صحب الشبلي وأبا علي الروذباري والمرتعش. حج ستين حجة، قال: فلما تممت الستين أراد الشيطان أن يلقي إلي شيئاً من العجب، فقال: من مثلك وقد حججت ستين حجة؟ فقام على ملإ من الناس ونادى: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو القاسم النصراباذي، حججت ستين حجة، من يشتري ثوابها برغيفين؟ فقام واحد وقال: خذ ثمنها يا أبا القاسم. فأخذ منه ورماهما إلى كلب، فسمع هاتف يقول: غفرنا لك يا أبا القاسم وأثبتنا ثواب الحج لك ولمن اشتراها، وقبلنا حج كل من حج في هذه السنة لأجلك! جاور مكة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. وتوفي بها سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.

[نصيبين]

مدينة عامرة من بلاد الجزيرة بقرب سنجار. وهي كثيرة المياه والأشجار والبساتين، مسورة ولا قهندز. ذكر أن لها ولقراها أربعين ألف بستان، ظاهرها في غاية النزاهة وباطنها يضاد ظاهرها. وهي وخمة لكثرة مياهها وأشجارها مضرة سيما بالغرباء، فإنه قلما تخطيء سهامها في الغرباء. وحكي أن بعض التجار أراد دخول نصيبين، وكان به عقابيل المرض وصفرة اللون، فتمسك بكمه بعض ظرفاء نصيبين وقال: ما أخليك تدخل حتى تشهد على نفسك شاهدين عدلين انك ما دخلت نصيبين إلا على هذه الصفة، كيلا يقال امرضته نصيبين! وروي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، انه قال: رفعت لي ليلة أسري بي مدينة فأعجبتني فقلت لجبريل: ما هذه المدينة؟ فقال: نصيبين. قلت: اللهم عجل فتحها واجعل فيها بركة للمسلمين!

<<  <   >  >>