مدينة مشهورة كبيرة من بلاد الترك، ذات قرى كثيرة، وقراها بين جبلين في مضيق لا سبيل إليها إلّا من ذلك المضيق، ولا يمكن دخولها لو منع مانع فلا يتعرّض لها أحد من ملوك الترك، لعلمهم بأن قصدها غير مفيد، وسلطانها ذو قدر ومكانة عند ملوك الترك.
بها معادن الذهب فلذلك كثر الذهب عندهم حتى اتّخذوا منه الظروف والأواني. وأهلها زعر لا شعر على جسدهم ورجالهم ونساؤهم على السواء في ذلك. وفي نسائها خاصّيّة عجيبة، وهي أنّهن يوجدن كلّ مرّة عند غشيانهن أبكارا. وحكى بعض التجّار أنّه اشترى جارية تركيّة وجدها كذلك.
وحكى الأمير أبو المؤيد بن النعمان أنّه بها عينان: إحداهما عذب والأخرى ملح، وهما تنصبان إلى حوض وتمتزجان فيه، ويمتدّ من الحوض ساقيتان:
إحداهما عذب لا ملوحة فيه، والأخرى ملح. وذكر انّه من كرامات رجل صالح اسمه مليح الملاح، وصل إلى تلك الديار ودعا أهلها إلى الإسلام، وظهر من كراماته أمر هذا الحوض والسواقي، فأسلم بعض أهلها وهم على الإسلام إلى الآن.
[طوس]
مدينة بخراسان بقرب نيسابور مشهورة، ذات قرى ومياه وأشجار، والمدينة تشتمل على محلّتين، يقال لإحداهما طابران، والأخرى نوقان. وفي جبالها معادن الفيروزج، وينحت منها القدور البرام وغيرها من الآلات والظروف حتى قال بعضهم: قد ألان اللّه لأهل طوس الحجر كما ألان لداود، ﵇، الحديد.
منها جمع عقم الزمان بمثلهم ممّن ينسب إليها الوزير نظام الملك الحسن