للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

: احملني معك فإني لست آمن أن يحدث ببني إسرائيل بعدك حدث، فتغضب عليّ مرّة أخرى! فحمله معه، فلمّا كانا ببعض الطريق إذا هما برجلين يحفران قبرا، فوقفا عليهما وقالا: لمن تحفران هذا القبر؟ فقالا: لأشبه الناس بهذا الرجل! وأشارا إلى هارون ثمّ قالا له: بحقّ إلهك الا نزلت وأبصرت هل هو واسع؟ فنزع هارون ثيابه ودفعها إلى موسى ونزل ونام فيه، فقبض روحه من ساعته وانضمّ القبر! فانصرف موسى باكيا حزينا، فاتّهمه بنو إسرائيل بقتله، فدعا اللّه تعالى موسى حتى أراهم هارون في فضاء على رأس ذلك الجبل، ثمّ غاب عنهم فسمّي طور هارون.

وبها جبل لبنان وهو مطلّ على حمص، به أنواع الفواكه والزروع من غير أن يزرعها أحد، يأوي إليه الابدال لا يخلو عنهم أبدا لما فيه من القوت الحلال، وفي تفاحه أعجوبة وهي انّه يحمل إلى الشام وليست له رائحة حتى يتوسّط نهر الثلج، فإذا توسّط النهر فاحت رائحته.

وبها نهر الذهب، يزعم أهل حلب انّه وادي بطنان، ومن عجائبه ان أوّله يباع بالميزان وآخره بالكيل. ومعنى هذا الكلام أن أوّله يزرع عليه القطن وسائر الحبوب، وآخره وهو ما فضل من الزروع ينصبّ إلى بطيحة طولها فرسخان في عرض مثله، فيجمد هناك ويصير ملحا يمتار منه أكثر نواحي الشام فيباع كيلا.

[شرشال]

مدينة بالمغرب من أعمال بجاية على ساحل البحر. حدّثني الفقيه أبو الربيع سليمان الملتاني أنّه رأى بها أربع أسطوانات مفرطة الطول: ثلاث منها قوائم، والرابعة ساقطة، طول كلّ واحدة نحو خمسين ذراعا، وعرضها لا يحوطها باع رجلين. وانّها في غاية الملاسة والحسن والهندام كأنّها جعلت في الخرط، وعلى كلّ أسطوانتين جائزة حجريّة أحد رأسيها على هذه، والأخرى على

<<  <   >  >>