الملك ذلك قال: اسكنوهم جبالها، فعملوا الفوّارات وأظهروا الماء على رؤوس جبالها، فقال الملك: اسجنوهم، فعملوا في السجن الكيميا وقالوا: هذا علم لا نخرجه إلى أحد! وعملوا مقدار ما يكفيهم مدّة عمرهم، وأحرقوا كتبهم وانقطع علم الكيميا.
وبأرض كرمان في رساتيقها جبال بها أحجار تشتعل بالنار مثل الحطب.
وينسب إلى كرمان الشيخ أبو حامد أحمد الكرماني الملقب بأوحد الدين.
كان شيخا مباركا صاحب كرامات، وله تلامذة، وكان صاحب خلوة يخبر عن المغيبات، وله أشعار بالعجميّة في الطريقة، كان صاحب اربل معتقدا به، بقي عنده مدّة ثمّ تأذّى منه وفارقه وهو يقول:
با دل كفتم خدمت شاهي كم كير … جون سر نهاده كلاهي كم كير
بلدة بين حلب والمعرة في بريّة معطشة أعزّ الأشياء عند أهلها الماء، ذكر أنّهم حفروا ثلاثمائة ذراع لم ينبط لهم ماء، وليس لها إلّا ما يجمعونه من مياه الأمطار، وقال سنان الخفاجي: