هي بلدة من بلاد الترك آهلة غنّاء، أهلها مسلمون ونصارى ويهود ومجوس وعبدة الأصنام، ولهم أعياد كثيرة لأن لكلّ قوم عيدا مخالفا للآخرين. ومسيرة مملكة بهى أربعون يوما. ولهم ملك عظيم ذو قوّة وسياسة يسمّى بهى.
بها حجارة تنفع من الرمد، وحجارة تنفع من الطحال، وعندهم نيل جيّد؛ أخبر بهذه كلّها، أعني بلاد الترك وقبائلها، مسعر بن مهلهل فإنّه كان سيّاحا رآها كلّها.
[بيقر]
قلعة حصينة من أعمال شروان. على هذه القلعة صور وتماثيل من الحجر لم تعرف فائدتها لتقادم عهدها. وبها دار الإمارة مكتوب على بابها: في هذه الدار أحد عشر بيتا، والداخل لا يرى إلّا عشرة بيوت وإن بذل جهده، والحادي عشر وضع على وجه لا يعرفه أحد، لأن فيه خزانة الملك.
[تركستان]
قد ذكرنا أن كلّ إقليم من الأقاليم السبعة شرقية مساكن الترك، وبلادهم ممتدّة من الإقليم الأوّل إلى السابع عرضا في شرقي الأقاليم، وقد بيّنّا أنّهم أمّة عظيمة ممتازة عن سائر الأمم بالجلادة والشجاعة، وقساوة القلب ومشابهة السباع، والغالب على طباعهم الظلم والعسف والقهر، ولا يرون إلّا ما كان غصبا لطبع السباع، وهمّهم شنّ غارة أو طلب ظبي أو صيد طير. وعندهم من كبر انّه لو سبي أحدهم وتربى في العبوديّة، فإذا بلغ أشدّه يريد أن يكون زعيم عسكر سيّده، بل يريد أن يخالفه ويقوم مقامه وينسى حقّ التربية والانعام السابق.