للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البيض، والبزاة الشهب والحجر اليشب والخيل الهماليج والرقيق الروقة.

وحكى بعض التجّار أن بأرض الترك موضعا يزرع فيه نوع من الحبّ، فيأتي بثمرة كالبطّيخ، فإذا ظهرت ثمرته يزرع حولها شيء من الحشيش اللين حتى يكون عند إدراك الثمرة الحشيش موجودا، فعند ذلك تنشق الثمرة ويخرج منها رأس حمل، ويجعل يرعى من ذلك الحشيش الذي بقربه أيّاما حتى يقوى ويخرج من ذلك القشر، وقد حدّث من رأى من هذا الغنم وقال: انّه لا يخالف الغنم إلّا بطول القوائم وفقد الألية، فإن عند أليتها شبه ذنب، وتحدّث به كثير من التجار الذين أسفارهم إلى أرض الترك. واللّه الموفق.

[تفليس]

مدينة حصينة لا إسلام وراءها. بناها كسرى أنوشروان وحصّنها إسحاق ابن إسماعيل، مولى بني أميّة. يشقّها نهر الكرّ. أهلها مسلمون ونصارى:

من أحد جانبي الكرّ يؤذنون، ومن الجانب الآخر يضربون بالناقوس، وذكروا أن المدينة كانت مسقّفة بالصنوبر، فلمّا أرسل المتوكّل إليها بغا لقتال إسحاق بن إسماعيل خرج إسحاق لمحاربة بغا، فأمر بغا النفاطين فرموا المدينة بالنار وأحرقوها فاحترقت المدينة كلّها، لأنّها كانت من خشب الصنوبر، وهلك خمسون ألف إنسان.

ومن عجائبها حمّام شديد الحرارة لا يوقد ولا يستقى له ماء، لأنّه بني على عين حارّة. وذكر بعض التجّار أن هذا الحمّام يختصّ بالمسلمين لا يدخله كافر البتّة.

والملّة النصرانيّة بها ظاهرة والمدينة في إيالتهم، وبها من الصوامع والبيع والدينار الذي يسمّونه بربره، وهو دينار حسن مفروغ مقعّر عليه كتابة سريانية وصورة الأصنام، كلّ دينار مثقال ذهب جيد لا يقدر أحد على التلبيس به، وإنّه نقد بلاد الابخاز وضرب ملوكهم.

<<  <   >  >>