للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يهزّ حربته فيرمي نحو السماء، فترجع إليهم مخضوبة بالدم للبلاء والفتنة فيقولون:

قد قتلنا أهل السماء! فبينا هم كذلك إذ سلّط اللّه تعالى عليهم دودا مثل النغف يدخل آذانهم، وقيل ينقب آذانهم أو أعناقهم، فيصبحون موتى لا يسمع لهم حسّ ولا حركة البتّة! فيقول المسلمون: ألا رجل يشري لنا نفسه فينظر ما فعل هؤلاء؟ فيتجرّد رجل منهم موطن نفسه من القتل فينزل إلى الأرض فيجدهم موتى بعضهم فوق بعض، فينادي: يا معشر المسلمين، أبشروا فقد كفاكم اللّه عدوّكم! فيخرجون من حصونهم ومعاقلهم.

وروي أن الأرض تنتن من جيفهم فيرسل اللّه مطرا يسيل منه السيول، فيحمل جيفهم إلى البحار. وروي أن مدّتهم أربعون يوما، وقيل سبعون يوما، وقيل أربعة أشهر. وقال، : هؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد، ولا يمرّون بفيل ولا خنزير ولا جمل ولا وحشي ولا دابّة إلّا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه أيضا، مقدمتهم بالشام وساقيهم بخراسان، يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبريّة.

[يورا]

بلاد بقرب بحر الظلمات. قال أبو حامد الأندلسي: قال بعض التجار:

النهار عندهم في الصيف طويل جدّا، حتى أن الشمس لا تغيب عنهم مقدار أربعين يوما. في الشتاء ليلهم طويل جدّا حتى تغيب الشمس عنهم مقدار أربعين يوما، والظلمات قريبة منهم. وحكي أن أهل يورا يدخلون تلك الظلمة بالضوء فيجدون شجرة عظيمة مثل قرية كبيرة، وعليها حيوان يقولون انّه طير، وأهل يورا ليس لهم زرع ولا ضرع بل عندهم غياض كثيرة، وأكلهم منها ومن السمك، والطريق إليهم في أرض لا يفارقها الثلج أبدا.

وحكي أن أهل بلغار يحملون السيوف من بلاد الإسلام إلى ويسو، وهي سيوف لم يتّخذ لها نصاب ولا حلي، بل تصل كما تخرج من النار وتسقى، فإن

<<  <   >  >>