مدينة جليلة من أعمال مصر. هواؤها صحيح طيّب وماؤها عذب حلو.
قيل: ان اخوة يوسف، ﵇، لمّا قصدوا مصر في القحط لامتيار الطعام، فلمّا وصلوا إلى موضع العريش، وكان ليوسف، ﵇، حرّاس على أطراف البلاد من جميع نواحيها، فسكنوا هناك وكتب صاحب الحرس إلى يوسف: ان أولاد يعقوب الكنعاني قد وردوا يريدون البلد للقحط الذي أصابهم، فإلى أن أذن لهم عملوا عريشا يستظلّون به فسمّي الموضع العريش. فكتب يوسف، ﵇، يأذن لهم، فدخلوا مصر، وكان من قصّتهم ما ذكره اللّه تعالى.
وبها من الطير الجوارح والمأكول والصيد شيء كثير، والرمان العريشي يحمل إلى سائر البلدان لحسنه، وبها أصناف كثيرة من التمر.
وغدر دهقانها يضرب به المثل. يقال: أغدر من دهقان العريش! وذاك أن عليّا لمّا سمع أن معاوية بعث سراياه إلى مصر وقتل بها محمّد بن أبي بكر، ولّى الأشتر النخعي مصر وأنفذه إليها في جيش كثيف، فبلغ معاوية ذلك فدسّ إلى دهقان كان بالعريش وقال: احتل بالسمّ في الأشتر، فإني أترك خراجك عشرين سنة! فلمّا نزل الأشتر العريش سأل الدهقان: أيّ طعام أعجب إليه؟ قالوا: العسل! فأهدى إليه عسلا، وكان الأشتر صائما فتناول منه شربة فما استقرّ في جوفه حتى تلف، فأتى من كان معه على الدهقان وأصحابه وأفنوهم.
[عزاز]
بليدة بقرب حلب، لها قهندز ورستاق، وهي طيّبة الهواء عذبة الماء صحيحة التربة.
من عجائبها أنّه لا يوجد بها عقرب أصلا، وترابها إذا ذرّ على العقرب ماتت، وليس بها شيء من الهوام أصلا.