حجاب وحجّاب وفرط حماقة … ومدّ يد نحو العلى بالتّكلّف
فلو كان هذا من وراء تكلّف … لهان ولكن من وراء التّخلّف
فشكا القاضي إلى الخليفة، فأمر الكيا أن يمشي إليه ويعتذر، فقال الكيا:
واللّه لأمشينّ على وجه يودّ لو كنت لم أمش! فلمّا وصل إلى باب دار القاضي أخبر القاضي بأن الكيا جاء إليه، فقام واستقبله وواجهه بالكلية. قال الكيا:
حفظ اللّه الخليفة فإنّه تارة يشرّفنا وتارة يشرف بنا! فانكسر ابن اللمغاني انكسارا شديدا. فلمّا مات الكيا وقف ابن اللمغاني عند دفنه وقال:
فما تغني النّوادب والبواكي … وقد أصبحت مثل حديث أمس!
ومن عجائب ما حكي أن بعض السلاطين غضب على صاحب طبرستان، فبذل الطبري جهده في إزالة ذلك، فما أمكنه. فبعث السلطان إليه جيشا كثيفا، فعلم الطبري أن الجيش لا ينزلون إلّا بغيضة معيّنة تحت جبل، فأمر بقطع أشجار تلك الغيضة وتركها كما كانت قائمة، وستر موضع القطع بالتراب. فلمّا وصل الجيش ونزلوا بها كمن الطبري هو وأصحابه خلف ذلك الجبل، وشدّ الجيش دوابهم في أشجار تلك الغيضة وكانت كلّها مقطوعة، فخرج عليهم الطبري بأصحابه وصاح بهم، فنفرت الدواب وتساقطت الأشجار لأن الدواب جرّتها فولّى الجند هاربين فزعين لا يلوي أحد إلى أحد، وتبعهم الطبري بالقتل والأسر، فنجا أقلّهم وتلف أكثرهم. فلمّا رجعوا إلى السلطان سألهم عن شأنهم فقالوا: نزلنا بالموضع الفلاني، أتانا في جنح الليل جند من الشياطين تضربنا بالأشجار الطويلة! فلم يجسر أحد من المتقوّمين بعد ذلك على المشي إلى طبرستان!
[طبس]
مدينة بين أصفهان ونيسابور مشهورة. ينسب إليها فخر الأئمّة أبو الفضل محمّد بن أحمد الطّبسي، صاحب كتاب الشامل في تسخير الجنّ. وهو كتاب