للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبها كحل مصنوع إذا اكتحلوا به لا يزول أبدا، ويزيد الحسن في الرجال والنساء، وقال: لم أسمع غناء أقبح من غناء أهل شلشويق. وهي دندنة تخرج من حلوقهم كنباح الكلاب وأوحش منه.

[شناس]

بليدة من بلاد لكزان على طرف جبل شاهق جدّا، لا طريق إليها إلّا من أعلى الجبل، فمن أراد أن يأتيها أخذ بيده عصا وينزل يسيرا يسيرا من شدّة هبوب الريح، لئلّا تسفره الريح. والبرد عندهم في غاية الشدّة سبعة أشهر.

فيها كلبة وينبت عندهم نوع من الحبّ يقال له السلت، وشيء من التفاح الجبلي.

وأهلها أهل الخير والصلاح والضيافة للفقراء والإحسان إلى الغرباء، وصنعتهم عمل الأسلحة كالدروع والجواشن وغيرها من أنواع الأسلحة.

[ظاخر]

مدينة كبيرة آهلة على ستّ مراحل من جنزة، وهي قصبة بلاد لكزان.

البرد بها شديد جدّا. حدّثني الفقيه يوسف بن محمّد الجنزي أن ماءها من نهر يسمّى ثمور، يكون جامدا في الشتاء والصيف، يكسرون الجمد ويسقون الماء من تحته، فإذا اسقوا وجعلوه في جرّة تركوها في غطاء من جلد الغنم، لئلّا يجمد في الحال. وقوتهم من حبّ يقال له السلت، يشبه الشعير في صورته، وطبعه طبع الحنطة، ولا تجارة عندهم ولا معاملة، بل كلّ واحد يزرع من هذا الحبّ قدر كفايته، ويتقوّت به وبدرّ غنيمات له ورسلها ويلبس من صوفها.

ولا رئيس بل عندهم خطيب يصلّي بهم، وقاض يفصل الخصومات بينهم على مذهب الإمام الشافعي. وأهل المدينة كلّهم شافعية، بها مدرسة بناها الوزير نظام الملك الحسن بن عليّ بن إسحاق، وفيها مدرّس وفقهاء، وشرط لكلّ فقيه فيها كلّ شهر رأس غنم وقدر من السلت، وذكر أنّهم نقلوا مختصر المزني إلى لغة اللكزية، وكذلك كتاب الإمام الشافعي، ويشتغلون بهما.

<<  <   >  >>